وكشفت استطلاعات الرأي الأخيرة في إسرائيل تصدر حزب "ليكود"، نتائج الانتخابات التشريعية، إذا أجريت هذه الأيام، بحصوله على 34 مقعداً في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا، وتوقع حصد اليمين 59 مقعدًا مقابل 59 لمعسكر اليسار الوسط، وفقا لهيئة البث الإسرائيلي.
وبحسب الاستطلاع سيحصل حزب "يش عاتيد" على 23 مقعداً، وتحالف الوزيرين بيني غانتس وجدعون ساعر على 23 مقعداً، وكتلة الصهيونية المتدينة على 10، وشاس على 8، والقائمة المشتركة على 6، والعمل و"إسرائيل بيتنا" على 5 لكل منهما، والقائمة العربية الموحدة على 4 مقاعد.
وقرر زعيما حزب "أزرق أبيض"، بيني غانتس، وحزب "أمل جديد"، جدعون ساعر، خوض انتخابات الكنيست الإسرائيلي المقرر إجراؤها في الأول من شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، ضمن قائمة مشتركة.
ويعول الكثيرون على تحالف غانتس وساعر في تحقيق اختراق بالانتخابات القادمة تعرقل وصول نتنياهو إلى رئاسة الوزراء، فيما يؤكد مراقبون أن نسب التصويت العربية يمكنها أيضا تحقيق الهدف ذاته.
قوة التحالفات
اعتبر محمد حسن كنعان، رئيس الحزب القومي العربي، وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق، أن نتائج استطلاعات الرأي التي تخرج في الوقت الحالي أولية، وليست نهائية ولا يمكن أن تأخذ بعين الاعتبار كونها صادقة تمامًا، من الآن وحتى الانتخابات المقبلة.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، من المتوقع أن تشهد استطلاعات الرأي من الآن وحتى موعد انتخابات الكنيست المقبلة تغييرات كبيرة، وهذا الأمر يتعلق بصورة أساسية بتركيبة قائمة الليكود التي يترأسها بنيامين نتنياهو وينوي الدخول بها الانتخابات، وكذلك تركيبة القوائم الأخرى للأحزاب السياسية والتحالفات التي ستخوض الانتخابات المقبلة.
وفيما يتعلق بتحالف بيني غانتس وجدعون ساعر، يرى كنعان أن الإعلان عنه أعطى بلا شك قوة للجناح المناهض لتولي نتنياهو رئاسة الحكومة المقبلة، حيث أكدت الاستطلاعات حصول هذا التحالف على 14 مقعدًا، وربما مع بدء الحملة الانتخابية تزيد تلك المقاعد.
وأكد أن هدف القوائم التي كانت تشكل الحكومة الحالية، وكذلك القوائم العربية المشاركة بالانتخابات، عدم عودة نتنياهو لرئاسة الحكومة الإسرائيلية المقبلة، أو عودته للحياة السياسية، مؤكدًا أن موقف القوائم العربية لا يزال يراوح مكانه حتى الآن، ولم يتم ترتيبها داخليًا، وهناك وقت حتى منتصف الشهر المقبل لتظهر الصورة النهائية لتلك القوائم.
وأوضح أن محاولة منع نتنياهو من الوصول إلى سدة الحكم مرة أخرى منوطة بنسبة التصويت، سواء في المجتمع العربي أو المجتمع اليهودي، لا سيما وأن نسب التصويت في الشارع العربي في حال ارتفعت عن الانتخابات الماضية يزيد من فرص وقوة القوائم العربية، ويساهم بدرجة كبيرة في منع وصول نتنياهو لرئاسة الحكومة المقبلة.
خريطة الانتخابات
بدوره قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية والخبير في الشؤون الإسرائيلية، إن استطلاعات الرأي الأخيرة تشير إلى حصول معسكر نتنياهو على 61 مقعدا في انتخابات الكنيست المقبلة، وأن حزبي يمينا وميرتس لن يصلا إلى نسبة الحسم.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، هذه الاستطلاعات غير نهائية لأن كثيرين يرون أن الجنرال إيزنكوت قد يؤثر على ذلك عندما يحسم أمره هل سيخوض الانتخابات لوحده أو ينظم لأحد الأحزاب.
ويرى الرقب أن تحالف غانتيس وساعر حتى الآن يعتبر الحزب الثالث، ويسعون لإقناع إيزنكوت للانضمام لهذا التحالف الجديد، مستبعدًا أن يحصد هذا التحالف ما يزيد عن 20 مقعدًا في الكنيست المقبل.
وتابع: "هناك ورقتان واحدة لصالح نتنياهو وواحدة ضده، لو تمكنت إيليت شاكيد رئيسة حزب يمينا من تجاوز الحسم فهي ستنضم لنتنياهو حسب التقديرات، وبالتالي تعطي قوة لنتنياهو، أما الورقة التي لا تعتبر لصالحه هو زيادة نسبة التصويت في المجتمع العربي، وبالتالي العرب مجتمعين قد يحصدوا أكثر من 10 مقاعد كما حدث في السابق قبل تفكك القائمة العربية المشتركة حيث كان عدد مقاعد العرب وقتها 15 مقعدا".
وأكد أن الخريطة الانتخابية ستتغير، والاستطلاعات غير نهائية ولكن حتى الآن مفاجأة الاستطلاعات هو حزب "الصهيونية الدينية".
وبعد حل الكنيست أصبح وزير الخارجية يائير لابيد رئيسا للوزراء لفترة انتقالية تنتهي بإجراء الانتخابات في نوفمبر المقبل خلفا لبينيت الذي أصبح رئيسا بديلا للوزراء حتى ذلك الحين، وأعلن أنه يعتزم اعتزال الحياة السياسية.
وستكون الانتخابات المقبلة هي الخامسة التي تشهدها إسرائيل خلال 3 سنوات ونصف العام، في ظل حالة من انعدام الاستقرار السياسي.