وقال المخرج، سونغ ين شي، لـ"سبوتنيك" إن: "قصة الفيلم مستوحاة من أحداث حقيقية أثناء إجلاء الصين لنحو 600 شخص من رعاياها المدنيين والدبلوماسيين و200 مواطن من جنسيات أخرى، من الأراضي اليمنية عام 2015".
وبدأت عمليات تصوير السينمائي وسط الحي المدمر، فيما يرتدي الممثلون زي الجيش اليمني، ليظهر الكادر مدى الترابط بين النكبات التي تجتاح المنطقة العربية منذ عقد وأكثر من الزمن.
وأضاف المخرج، ين شي، في تصريحه لـ " سبوتنيك": استغرقت التحضيرات أربع سنوات تم خلالها العمل على عدة مسودات لسيناريو الفيلم الذي ينتجه الممثل الصيني جاكي شان، إلى جانب شركة "Art maker production" الإماراتية.
(عملية الديار).. جاكي شان ينتج فيلما يستكمل عمليات تصويره في دمشق
© Sputnik . NOUR MOLHEM
وكشف ين شي، عن أن صعوبات جمة واجهت فريق عمل الفيلم خلال البحث عن أماكن للتصوير في عدة دول بالشرق الأوسط وأفريقيا، بالتزامن مع اجراءات الحظر التي تلت جائحة كورونا حول العالم.
وأضاف المخرج الصيني أن اليمن حاليا مكان غير آمن للتصوير، فوقع الاختيار على سوريا لتصوير بعض مشاهده، والتي تحولت مناطق عدة فيها إلى مواقع مناسبة لتصوير مشاهد الدمار والحرب.
(عملية الديار).. جاكي شان ينتج فيلما يستكمل عمليات تصويره في دمشق
© Sputnik . NOUR MOLHEM
وبين المخرج إن الفيلم لا يسلط الضوء على فلسفة الحكومة الصينية في سياستها فحسب، بل يجسد أيضاً اقتراح الصين بناء نوع جديد من العلاقات الدولية، يقوم على مصير مشترك للبشرية داخل حزام دول "طريق الحرير" القديم، ولذلك يسعى الفيلم للتأثير على المهام البارزة والمشاعر البسيطة والتلميح إلى مسؤولية الدولة الصينية تجاه رعاياها، إضافة للتركيز على حشد الرعايا بطريقة واقعية لإيصال الرسالة الإنسانية بهدف التأثير على العالم وإظهار جهود الصين في العالم.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استثمار مشاهد الدمار في سوريا، في تصوير أعمال سينمائية وتلفزيونية، إذ كان المخرج السوري العالمي نجدت أنزور، السباق في هذا الميدان حيث قام بتصوير أعماله حول أعمال الإرهاب المسلح في سوريا خلال السنوات العشر السابقة في عدة مناطق مدمرة أبرزها داريا والغوطة الشرقية.
(عملية الديار).. جاكي شان ينتج فيلما يستكمل عمليات تصويره في دمشق
© Sputnik . NOUR MOLHEM
كما قام عدد من المخرجين السوريين مثل جود سعيد وباسل الخطيب، وغيرهما بتصوير أعمال درامية في مناطق بحمص وحلب قبل أن تحط الحرب أوزارها.
من جهته أكد زياد علي، منتج العمل في الشرق الأوسط، في تصريح لـ "سبوتنيك" أن هذا العمل يعد الأول كتعامل في مجال السينما الصينية وقد تشجعنا بهدف فتح آفاق جديدة للسينما السورية.
(عملية الديار).. جاكي شان ينتج فيلما يستكمل عمليات تصويره في دمشق
© Sputnik . NOUR MOLHEM
وأضاف العلي: تم اختيار منطقة الحجر الأسود لتصوير بعض من مشاهد حرب اليمن لتبدوا مواقع لحرب حقيقية وليست مصطنعة، حيث تحوّلت مناطق الحرب في سوريا إلى استوديو سينمائي يجذب المنتجين لتصوير أفلامهم.
وبين المنتج السوري لأعمال الفيلم في الشرق الأوسط أن: "بناء أماكن مشابهة مكلف جداً.. هنا يوجد استوديو جاهز ومناسب لأي شخص يرغب بتصوير أي مشهد مرتبط بالحرب، لافتاً إلى أن تصوير الفيلم الصيني لن يقتصر على الحجر الأسود بل سيشمل مناطق أخرى شهدت معارك مدمرة مثل داريا ودوما قرب دمشق، ومدينة حمص في وسط البلاد، ومن المفترض أن يستمر التصوير في سوريا لمدة 45 يوماً، على أن ينتقل الى مواقع أخرى خارج سوريا".
(عملية الديار).. جاكي شان ينتج فيلما يستكمل عمليات تصويره في دمشق
© Sputnik . NOUR MOLHEM
وخلال حفل افتتاح التصوير، رفعت لافتة حمراء كتب عليها بالعربية "أول فيلم صيني يبدأ تصويره في سوريا"، كما حضر الافتتاح سفير جمهورية الصين لدى دمشق.
ووسط أبنية مهدمة انهمك أعضاء الفريق في نصب أجهزتهم ونشر الدبابات في مواقعها تمهيداً لانطلاق التصوير.
وتعد منطقة الحجر الأسود، أكبر تجمع لنازحي الجولان المحتل منذ حرب حزيران (يونيو) 1967 وشهدت المنطقة معارك قوية ما بين التنظيم الإرهابي " داعش" والجيش السوري منذ 2015 - 2018 لتتمكن القوات السورية بمساندة الحليف الروسي من استعادة السيطرة عليها ليعود الأمان والاستقرارمن جديد.
(عملية الديار).. جاكي شان ينتج فيلما يستكمل عمليات تصويره في دمشق
© Sputnik . NOUR MOLHEM
وكانت قد أعلنت محافظة ريف دمشق في عام 2021، البدء بتسليم أهالي الحجر الأسود الطلبات المتعلقة بملء الاستمارات الخاصة بعودتهم إلى ممتلكاتهم، للمباشرة في تأهيل منازلهم وترميمها بعد الحصول على الموافقات اللازمة من الجهات ذات الصلة.