ما حقيقة التعاون الصومالي الإسرائيلي لمواجهة حركة الشباب؟
بداية يقول مدير مركز مقديشو للدراسات، عبد الرحمن إبراهيم عبدي، لا شك أن حركة "الشباب" تشكل عقبة كبيرة أمام الحكومة الصومالية الجديدة، وتعهد الرئيس الجديد حسن شيخ محمود في أكثر من مناسبة بالعمل على القضاء على حركة الشباب وتهديداتها للعاصمة الصومالية مقديشو.
الاستعانة بالخارج
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الجديد إلى إريتريا كانت تستهدف استرجاع القوات التي خضعت لتدريبات مكثفة خلال السنوات الثلاث الماضية في إريتريا وأسمرة، وتقدر قوام تلك القوات بأكثر من 5000 فرد، هذه القوات سوف تعود للبلاد وتشارك في العمليات التي تخططها الحكومة لدحر حركة الشباب وتحرير المناطق التي تخضع لسيطرتها.
وحول ما يتردد عن علاقات الحكومة الجديدة مع إسرائيل ودورها في القضاء على حركة الشباب والإرهاب يقول رئيس مركز مقديشو: هناك بعض التكهنات والتقارير التي نشرتها بعض الصحف العبرية وغيرها تتحدث عن هذا الأمر، لكن في داخل العاصمة الصومالية وفي عموم البلاد ليس هناك أي صدى لتلك التقارير، وكل ما نراه في أروقة السياسة ومراكز صنع القرار الصومالية، لم نسمع عن أي خطة حكومية للتعاون مع السلطات الإسرائيلية أو الدول الأخرى من أجل مساعدتها في محاربة حركة الشباب.
الدور الإماراتي
ولم يستبعد عبدي أن يكون هناك علاقات حكومية مع دولة الإمارات والدول الخليجية الأخرى من أجل المشاركة في تدريب القوات الصومالية ومساعدتها في محاربة حركة الشباب، "لأن دولة الإمارات بشكل خاص شاركت في السنوات الماضية في عملية تدريب القوات الصومالية داخل البلاد".
وأضاف أن الإمارات "بذلت جهدا كبيرا من أجل مساعدة الحكومة الصومالية لأداء مهامها، خاصة فيما يتعلق بالمسائل الأمنية، وبالتالي لا استبعد تطور العلاقات بين الحكومة الجديدة ودولة الإمارات من أجل الاتفاق على خطة معينة للقضاء على حركة الشباب، وفي المقابل لن يكون هناك أي دور لإسرائيل في هذا الوقت في محاربة حركة الشباب".
خيارات المواجهة
من جانبه يقول المحلل السياسي الصومالي، عمر محمد، لا شك أن حركة الشباب تمثل العقبة الأكبر أمام الحكومة الجديدة في الصومال، وبالتالي فإن البحث عن السبل الناجعة لمواجهتها هى أولي أولويات الحكومة، ذلك لأن الحركة لا تزال قوة عسكرية واقتصادية مناهضة للحكومة الصومالية منذ أكثر من 15 عاما، ولا زالت تواصل هجماتها، حيث استهدفت اليوم الأحد بتفجير انتحاري فندقا بمدينة جوهر حاضرة ولاية هيرشبيلي وسط الصومال، يسكنه مسؤولون في إدارة الولاية مما خلف خسائر كبيرة في صفوفهم.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك":
فيما يتعلق بسبل مواجهتها، فقد أكد الرئيس الصومالي خلال زيارته لمعسكرات التدريب للقوات الصومالية في تركيا أنهم العدة الأساسية لمواجهة الحركة، مما يعني أن الخيار العسكري لا يزال في صدارة الخيارات لدى الحكومة.
وتابع المحلل السياسي: "كذلك يمكن أن تخوض الحكومة حربا فكرية ضد الحركة، وذلك عن طريق حشد علماء دين يبينون انحراف أفكار الحركة الداعية إلى تطبيق الشريعة الإسلامية عن جادة الصواب، وما إلى ذلك".
التعاون مع إسرائيل
وفيما يتعلق بلجوء الحكومة الصومالية إلى إسرائيل لمواجهة الحركة فيرى محمد أنه خيار مستبعد على الأقل في الوقت الراهن، لعدة أسباب، وذلك بالرغم مما تتناقله وسائل إعلام محلية ودولية من لقاءات واجتماعات سرية جمعت مسؤولين صوماليين بقادة إسرائيل في كل من كينيا وتل أبيب والقدس، غير أنه لم تؤكد أو تنفي أي جهة مستقلة حتى الآن صحة هذه الاجتماعات.
استهدف هجوم انتحاري بسيارة مفخخة، صباح اليوم الأحد، فندقا بمدينة جوهر بولاية هيرشابيل وسط الصومال، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى لم يحدد عددهم بعد.
وذكر التلفزيون الصومالي الرسمي، عبر "تويتر"، أن "هجوما إرهابيا بسيارة انتحارية استهدف فندقا شهيرا في جوهر عاصمة ولاية هيرشابيل الصومالية، اليوم الأحد".
وأضاف أن "هناك خسائر بشرية غير محددة العدد حتى الآن"، مشيرا إلى أن قوات الأمن متواجدة حاليا في مكان الحادث.
ويشهد الصومال، منذ سنوات، صراعا داميا بين القوات الحكومية ومسلحي حركة "الشباب" المرتبطة بتنظيم القاعدة [الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول]، التي تسعى إلى السيطرة على الدولة الواقعة في منطقة القرن الأفريقي، وحكمها وفقا لتفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية.
ويواجه الجيش الصومالي، مدعوما بقوات أمريكية، منذ سنوات، حركة "الشباب" والتي يُقدر الخبراء عدد عناصرها ما بين خمسة إلى عشرة آلاف مقاتل.
يذكر أنه في مايو/أيار، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، قرر إعادة نشر القوات الأمريكية في الصومال، بغرض مكافحة الإرهاب، وهو الأمر الذي رحب به الرئيس الصومالي المنتخب، حسن شيخ محمود.