محمد العلي: زيارة بايدن لم تحقق كامل أهدافها وسياسات واشنطن موضع مراقبة من الحلفاء

قال الدكتور محمد العلي الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات بالإمارات، إن قمة جدة للأمن والتنمية، حققت عدداً من الأهداف التي عُقدت من أجلها.
Sputnik
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" أنّ النتائج التي تمخضت عنها القمة، وعبر عنها بيانها الختامي والبيان المشترك السعودي-الأمريكي والتصريحات التي تلت لقاءات القادة العرب بالرئيس الأمريكي جو بايدن على هامش القمة، تبدو دون الطموح أو التوقعات.
بايدن يغرد عن لقائه مع 3 قادة عرب في قمة جدة بالسعودية
ويرى العلي أن القمة أحدثت اختراقاً مهماً في العلاقات بين دول الخليج والولايات المتحدة، بالنظر إلى حالة الفتور وعدم الثقة التي عانتها مؤخراً، خاصة فيما يتعلق بالاتفاق على أن تنعقد القمة الأمريكية-الخليجية بشكل سنوي مجدداً، كما كانت في عهد الرئيس أوباما.
مكاسب القمة
وبشأن المكاسب التي حققتها القمة أوضح أن الجانب الأمريكي ضمن خلال القمة استقرار أسعار الطاقة، حيث حصل بايدن على التزام بضخ النفط في الأسواق لشهري يوليو وأغسطس بنسبة تزيد على 50% عما كان مخططاً له.
وفيما يتعلق باليمن يرى الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات بالإمارات، أن التزام السعودية بتمديد الهدنة وتعزيزها أيضا ضمن مكاسب القمة، خاصة أن بايدن استخدم هذه القضايا لتبرير زيارته للسعودية، بعد ما تعرض له من انتقادات داخل بلاده.

كما حصل بايدن على التزامات مادية من دول الخليج بقيمة 10 مليارات دولار رُصدت للأمن الغذائي الإقليمي والعالمي، و3 مليارات أخرى للبنية التحتية في الدول الفقيرة.

ولفت إلى أن بايدن لم يحصل على كل ما يريد، إذ لم يكن هناك أي حديث، لا في البيان الختامي لقمة جدة ولا في الكلمات التي ألقيت، عن تشكيل تحالف إقليمي أو "ناتو" أوسطي من الدول العربية وإسرائيل ضد إيران.
كما لم يكن هناك أيضاً أي إشارة إلى توسيع نطاق الاتفاقات الإبراهيمية لتشمل السعودية، والتي أكد بايدن ومستشاروه عدة مرات أنها في صلب أهداف الزيارة، كذلك لم تحصل الولايات المتحدة على ما كانت تطمح إليه من تأييد عربي لموقفها تجاه أوكرانيا.
بايدن من "قمة جدة": أمريكا لن تبتعد عن المنطقة وتترك فراغا للصين وروسيا وإيران
ماذا حققت الدول العربية من القمة؟
وبحسب العلي فإن الدول العربية حققت عدداً من الأهداف التي كانت تسعى إليها من وراء القمة؛ خاصة أن حضور بايدن الذي كان يرفض من قبل زيارة السعودية، يعد بحد ذاته هدفاً مهماً، وهو اعتراف من قبل واشنطن بأهمية دول الخليج للمصالح الأمريكية واستراتيجيتها في المنطقة وخارجها.
وحصلت الدول العربية على التزام صريح من بايدن بعدم التخلي عن المنطقة والتزامه بضمان الأمن فيها وتعزيز التعاون مع دولها في المجالات المختلفة، وتعهد أيضاً باستمرار الضغط على إيران وعدم السماح بامتلاكها أسلحة نووية، وفقا لـ "العلي".

وأشار الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات بالإمارات، إلى أن أهم ما حققته الدول العربية من القمة هو إظهار قدرتها على صياغة الأجندات التي تخدم مصالحها، بعيداً عن لغة الضغوط التي دأبت واشنطن على القيام بها أحياناً إذا تعارضت مصالحها مع مصالح دول المنطقة، وأنها - أي الدول العربية - قادرة على أن تخط سياسات مستقلة بها.

في المجمل وبحسب العلي تبدو الأهداف التي تحققت على أهميتها دون الطموح؛ خاصة أن ما نص عليه البيان الختامي لم يخرج عن إطار الالتزامات العامة التي دائماً ما يتم التأكيد عليها، ما يعني أن تطبيقها على أرض الواقع غير مضمون.
بايدن وإيران وسؤال الحسم عسكريا أم دبلوماسيا.. لماذا صار موقف الرئيس الأمريكي ضبابيا؟
وماذا بعد؟
وبشأن السيناريوهات المرتقبة أوضح العلي أن واشنطن أدركت بوضوح أهمية دول الخليج العربي خاصة، ومنطقة الشرق الأوسط عامة لمصالحها الاستراتيجية، وبالتالي فمن المتوقع أن تغير واشنطن من نهجها الرامي إلى الانسحاب من المنطقة، والحفاظ على علاقاتها القوية مع دولها.
ورغم الخطوات التي تباينت أهميتها تظل أزمة الثقة لدى دول المنطقة قائمة في الجانب الأمريكي، حيث برهنت واشنطن في الأزمات الكبرى أنها يمكن أن تتخلى عن دول المنطقة، كما حدث مع البحرين ومصر خلال أحداث ما يسمى الربيع العربي.

ويمكن لواشنطن أن تكرر المشهد نفسه خلال المستقبل القريب أو البعيد، وبالتالي فإن السلوكيات والممارسات الأمريكية ستكون موضع مراقبة من قبل الحفاء في المنطقة، للتأكد من التزام واشنطن بمصالح هذه الدول وبعلاقات التحالف معها، بحسب تأكيد العلي.

وكان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قد زار السعودية أول أمس الجمعة، في زيارة رسمية استغرقت يومين، من أجل حضور قمة جدة للأمن والتنمية، وكان في استقباله بمطار الملك عبد العزيز لدى وصوله المملكة أمير مكة، خالد الفيصل، والذي قام بتوديعه عند مغادرته أمس السبت.
مناقشة