وأجرت صحيفة "dw" عدة مقابلات مع من وصفتهم بـ"النشطاء الأكراد" الذي عبروا عن مخاوفهم من تسليهم إلى تركيا، حيث اشترطت أنقرة بعض الإجراءات مقابل الموافقة على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وبحسب المصدر، فقد ازدادت المخاطر بتاريخ الـ18 من مايو / أيار الماضي، عندما أعلنت الحكومة التركية أنها ستقف في وجه انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" ما لم يتخذ البلدان عددا من الإجراءات، بما في ذلك تسليم قوائم الأشخاص الذين تعتبرهم السلطات التركية "إرهابيين".
ونوهت الصحيفة في مقالها الذي حمل عنوان "هل خوف السويد من روسيا يفرض تنازلات لتركيا" إلى أنه على الرغم من سماح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ببدء عملية الانضمام من خلال توقيع مذكرة ثلاثية خلال قمة "الناتو" التي عقدت الشهر الماضي في مدريد، إلا أن أردوغان شدد على أن "باب التحالف سيبقى مغلقا ما لم تفي السويد بوعدها بإرسال 73 شخصا متهما"، كما جاء في المقال.
وبدورها نشرت صحيفة "أكتر" السويدية، مقالا حمل عنوان "الناشطين الأكراد في السويد… كبش فداء الانضمام للناتو؟"، عرضت فيه بما جاء في الصحيفة السبقة، اشارت فيه إلى أن الحكومة السويدية تنفي هذه "المزاعم، بالتالي ليس من الواضح ما هي الأسماء التي ربما تم تسليمها للسلطات السويدية كجزء من المطالب التركية".
ونوهت الصحيفة إلى أن برلمانية سويدية من أصول كردية إيرانية، وهي أمينة كاكابافيه، أعربت أيضا عن "قلقها بشأن تعاملات السويد الحالية مع أردوغان، وتخشى أن يكون هنالك عمليات ترحيل وتسليم للأفراد (المستضعفين) لتركيا، على الرغم من تعهد الحكومة السويدية بعدم تغيير ممارساتها الحالية".
واعتبرت المصادر أن قلة من الناس تعتقد أن "سياسة اللجوء السخية في السويد ستتغير" بسبب مطالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلا أنها اشارت إلى وجود "نقطة مذكورة ضمن المذكرة الموقعة ستجبر السويد على إجراء بعض التغييرات"، وهي المادة الخامسة (5) من نص المذكرة، والتي تنص على ما يلي:
"تلتزم فنلندا والسويد بمنع أنشطة حزب العمال الكردستاني وجميع المنظمات الإرهابية الأخرى وامتداداتها، فضلاً عن الأنشطة التي يقوم بها الأفراد في الجماعات أو الشبكات المرتبطة بهذه المنظمات الإرهابية المستوحاة منها، وتوافق تركيا وفنلندا والسويد على تكثيف التعاون لمنع أنشطة هذه الجماعات الإرهابية".
وأعلنت أنقرة، في السابع من الشهر الجاري، أن إعادة فنلندا والسويد لمن تصفهم بـ "الإرهابيين" لن تكفي لتسريع عملية انضمام البلدين لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، داعية لتعديل القوانين الخاصة بالبلدين في ذلك الخصوص.
وقال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، في تصريحات لقناة "إن تي في" التركية، "إذا كانت فنلندا والسويد تريدان الانضمام إلى الناتو بأسرع وقت ممكن عليهما الالتزام بتعهداتهما، ولا يكفي إعادة الإرهابيين المطلوبين لتركيا، فعلى البلدين الالتزام بجميع التعهدات وتعديل قوانينهما".
هذا ووقعت تركيا والسويد وفنلندا، مذكرة تفاهم ثلاثية بشأن عضوية البلدين (السويد وفنلندا) في حلف شمال الأطلسي؛ بعد تعهدهما بتبديد مخاوف تركيا الأمنية والتعاون معها في "مكافحة الإرهاب".