وشب حريق هائل أمس الثلاثاء في غابات بجبل "برج السدرية" في الضاحية الجنوبية للعاصمة التونسية، وقد امتدت النيران على مساحات واسعة من الجبل المرتبط بالسلسلة الممتدة من جبل بوقرنين المطل على العاصمة تونس وضواحيها.
وقضت وحدات من الدفاع المدني والجيش والفرق المتخصصة في حراسة الغابات مدعومة بمروحيات عسكرية طيلة ليل الثلاثاء- الأربعاء في مكافحة نيران هذا الحريق.
وقالت وزارة الدفاع التونسية في بيان نشرته على صفحتها الرسمية على شبكة الإنترنت، إن سلاح الجو "نفذ منذ مساء أمس إلى صباح اليوم 40 طلعة جوية باستعمال مروحيتين وطائرة (C130) بعد تجهيزها بالمواد الخاصة بإخماد الحرائق، وذلك في إطار المساهمة في التدخلات الميدانية لإخماد الحريق الذي اندلع بمنطقة برج السدرية".
وأضافت أنه "بتضافر الجهود المبذولة من الحماية المدنية (الدفاع المدني) وأعوان الغابات وقائد ميداني عسكري، تم إخماد الحريق والسيطرة عليه بنسبة تفوق 90%".
وتابعت في نفس الوقت أن مروحيات الجيش واصلت طلعاتها اليوم للسيطرة على ما تبقى من جيوب لهذا الحريق.
وقبيل ذلك، وصلت مروحيتان تابعتان لسلاح الجو الجزائري صباح اليوم إلى قاعدة "العوينة "الجوية العسكرية بالضاحية الشمالية لتونس العاصمة لتقديم الدعم لإخماد الحريق، وفق بيان منفصل لوزارة الدفاع.
وأشار البيان إلى أن طائرة جزائرية وأخرى تونسية نفذتا اليوم عشر طلعات جوية إلى جانب قيام الطائرة العسكرية C130 بطلعتين إضافيتين لإخماد ما تبقى من جيوب هذا الحريق.
وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة التونسية وزير التشغيل والتكوين المهني نصر الدين النصيبي، قد أكد في وقت سابق السيطرة على هذا الحريق الذي اقتربت ألسنة نيرانه من الأماكن الآهلة بالسكان.
وقال النصيبي إنه تم إخماد جميع الجيوب المتاخمة للمناطق السكنية، فيما تولى جيش الطيران مهمة إطفاء ما تبقى من حرائق في قمة الجبل والقيام بعمليات تمشيط للحيلولة دون توسع حرائق جديدة.
وأشار إلى أنه يجري التحقيق في أسباب اندلاع الحرائق لمعرفة ما إذا كانت طبيعية أو ذات طبيعة إجرامية.
وفي هذا الإطار، لم يستبعد وزير الداخلية التونسي توفيق شرف الدين مساء اليوم "وجود عمل إجرامي وراء هذا الحريق"، مؤكدا أنه تم فتح تحقيق بهذا الشأن لمعرفة ما إذا كان الأمر يتعلق بعمل إجرامي أم لا.
وقال شرف الدين في تصريح للصحفيين خلال إشرافه على تسلم شاحنات إطفاء جزائرية، إن "الوضع في منطقة جبل بوقرنين تحت السيطرة، بعد أن تمت السيطرة على 90% من الحريق...نشكر إخواننا الجزائريين على وقوفهم الدائم الى جانب تونس".
وكانت الرئاسة الجزائرية قد أعلنت ليل الثلاثاء-الأربعاء عن إرسال مروحتين كبيرتين تابعتين للقوات الجوية، و20 شاحنة للحماية المدنية (الدفاع المدني) من النوع الكبير لمعاضدة الجهود التونسية في مكافحة الحريق، بعد طلب من الرئاسة التونسية.
وتزامن هذا الحريق مع تسجيل تونس العاصمة وضواحيها ارتفاعا في درجات الحرارة، التي تجاوزت 40 درجة مئوية، علما وأن عدة دول بجنوب أوروبا منها البرتغال وإسبانيا وفرنسا تكافح منذ أسابيع حرائق غابات هائلة.