"تشهد منطقة شمال شرق سوريا تطورات عسكرية وميدانية متسارعة بعد التوصل إلى تفاهمات مشتركة بين الجيش العربي السوري وقيادات قوات "قسد" بوساطة روسية لإعادة انتشار الجيش العربي السوري على الحدود السورية التركية، انطلاقا من منبج وعين العرب في ريف حلب، وعين عيسى وتل أبيض في ريف الرقة، وتعزيزات من الريف الشمالي الغربي من محافظة الحسكة، بالمقابل تشهد قاعدة مديرية حقول نفط الجبسة في مدينة الشدادة 50 كم جنوب الحسكة تدريبات بالذخيرة الحية، وتشهد الحدود السورية العراقية دخول قوافل عسكرية ونقل أكثر من 100 شاحنة تحمل أسلحة وذخيرة ومعدات لوجستية تحديداً لقاعدة حقل الرميلان في الريف الشرقي للحسكة وفي مديرية حقول نفط الجبسة جنوب الحسكة، وأيضا في حقل العمر النفطي ومعمل غاز كونيكو شرقي دير الزور".
"الأمريكي لايخطط لمغادرة سوريا، إذا ما أدركنا الطبيعة الجيواستراتيجية لسوريا وأهميتها في المخطط الأمريكي الرامي إلى الإطباق على مربع الطاقة العالمي الممتد بين البحر الأحمر والبحر الاسود والبحر الأبيض المتوسط وبحر العرب وبحر قزوين، وصولاً إلى بحر الصين الجنوبي، هذه المنطقة الغنية بالثروات يعتقد الأمريكي أنه بالسيطرة عليها وعلى وشرق المتوسط الذي تتوسطه سوريا كعقدة شبكات الغاز والنفط والكهرباء والماء، وبالتالي هذا الموقع الجيواستراتيجي والقرار الجيوسياسي ماتزال سوريا تتمسك به وترفض أن تكون حديقة خلفية للبيت الأبيض الأمريكي، إذا الأمريكي قرر البقاء في سوريا بحجة مكافحة الإرهاب، الأمريكي عندما يقول إنه لن يسمح بحدوث فراغ وأنه لن يسمح للروسي والصيني والإيراني بأن يكون لهم موطىء قدم يعني أنه وضع خطة استراتيجية على مستوى أطماعه للهيمنة على العالم وحفاظاً على الأحادية القطبية انطلاقا من موقعه الذي يحتله في سوريا".
"عرض الأحداث متصل بالغاية التي تنظر إليها الولايات المتحدة وكذلك روسيا في منطقة الشرق الأوسط، هي منطقة في صميم اهتمام العالم، ليس فقط لغايات الطاقة وإنتاجها أو خطوط التجارة العالمية بل أيضا هناك قيمة استرتيجية كبيرة للمنطقة من الناحية العسكرية، وفي عالم متعدد القطبية والذي كما يبدو أنه يتحرك بخطى متسارعة وحثيثة لا بد من ترتيبات مشتركة إقليمية للتفاهم على هذه المنطقة، كيف يراد لها أن تكون، وخلافا لأي نظرة سلبية أو سوداوية لهذه الرؤية، أعتقد أن المشروع الذي قام به باراك أوباما انهار بشكل تام وإدارة أوباما الثالثة تحاول الاستفادة من هذه الأخطاء والاستناد إلى تجربة الرئيس ترامب في نظرته لهذه المنطقة بأنها كلفت الأمة الأمريكية الكثير من الأموال والأرواح، وبالتالي اتخذ قرار استراتيجي بأنه لا بد من مغادرة الشرق الأوسط لكن دون ترك الفراغ لأحد".