وبحسب الخبراء فإن أسعار الطاقة يمكن أن ترتفع بحلول فصل الشتاء، خاصة في ظل مضي الاتحاد الأوروبي في سياسة العقوبات التي يفرضها على العديد من الدول.
من ناحيته، قال ربيع ياغي، خبير الطاقة اللبناني، إن استراتيجية فرض الحظر على الصادرات النفطية والتي تبلغ قدرها نحو 11 مليون برميل يوميا هي مؤذية للدول المصدرة والمستهلكة.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن المستهلك يدفع ثمن فرض الحظر الذي تنتهجه أوروبا، والذي انعكس على نسب التضخم، لافتا إلى أن الأسعار المرتقبة مع بداية فصل الشتاء قد تصل إلى 120 دولارا للبرميل.
وشدد على أن دول "أوبك بلس" لا يمكنها رفع الإنتاج بقيمة 11 مليون برميل يوميا، كما أن استراتيجيتها تعمل من خلال القرار الجماعي، وهو ما لا يمكن اتخاذه لتعويض هذه الكميات، مشيرا إلى أن عمليات رفع الإنتاج تحتاج لأشهر، كما أن عمليات الرفع لا يمكنها تعويض الكمية التي يرغب الاتحاد الأوروبي وواشنطن في استثنائها عبر الحظر.
ولفت إلى أن دول الاتحاد الأوروبي ستدفع الثمن في فصل الشتاء إضافة إلى الدول المستوردة للنفط التي تعاني من ارتفاع الأسعار.
فيما أكد أمين عام "أوابك"، علي سبت بن سبت، أن أسعار النفط تتأثر بشدة بالتطورات المتلاحقة على الساحة العالمية.
وقال بن سبت في تصريحات لـ منصة الطاقة"، إن النصف الأول من 2022 شهد تطورات متلاحقة سبّبتها "العملية العسكرية الروسية"، إذ ارتفعت أسعار النفط الخام إلى أعلى مستوياتها منذ عدّة أعوام، ليصل متوسطها خلال النصف الأول من العام إلى 105 دولارات للبرميل، حسب قوله.
في الإطار ذاته، قال عبد الجليل معيوف، مستشار قطاع الطاقة الليبي، إن الأسعار تتراوح خلال الفترة بين 100 و90 دولارا للبرميل وذلك حسب سياسة "أوبك بلس" ومعدل المخزون الأمريكي من النفط الخام.
ويرى أن "العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا" لها تداعياتها على الأسعار خاصة إذا ما استمرت لوقت طويل. وشدد في حديثه لـ"سبوتنيك"، على أن ارتفاع الأسعار يؤثر بدرجة كبيرة على أوروبا، حال عدم وصول الأطراف الدولية إلى اتفاق قبل فصل الشتاء.
ولفت إلى أن هناك إشكالية في عملية تعويض الغاز والنفط الروسيين تنعكس على الأسعار بدرجة كبيرة. وبحسب معيوف أنه من المرجح أن تضغط واشنطن على الجانب الأوكراني من أجل اتفاقات لحل أزمة إمدادات الغاز خاصة مع فصل الشتاء.
وقال وزير الخارجية في السعودية، الأمير فيصل بن فرحان، إن روسيا جزء مكمل لـ"أوبك+"، ودون تعاون التحالف الجماعي سيكون من المستحيل ضمان إمدادات خام كافية.
وأوضح الوزير في تصريحات صحفية، الثلاثاء الماضي، في طوكيو، أن بلاده لا ترى حاليا نقصا في النفط بالسوق، لافتا إلى أن المملكة ترى أن النقص هو في طاقة التكرير.
مشددا على ضرورة "زيادة الاستثمار في القدرة على معالجة النفط الخام إلى مختلف المنتجات النفطية"، وفقا لما نقلته قناة "العربية" السعودية، مؤكدا "بدون تعاون أوبك+ الجماعي سيكون من المستحيل ضمان إمدادات نفط كافية".