أعلن أمير عبد اللهيان، في حوار مع التلفزيون الإيراني، يوم الخميس، أن الإمارات والكويت تعتزمان إرسال سفيريهما إلى طهران في المستقبل القريب.
وفيما يتعلق بالعلاقات مع السعودية، قال الوزير: "أجرينا خمس جولات من المباحثات مع السعودية على المستوى الأمني، ووزير الخارجية العراقي أبلغنا الأسبوع الماضي بأن السعودية مستعدة لنقل المحادثات من المستوى الأمني إلى المستوى السياسي وبشكل علني".
وأشار عبد اللهيان إلى أن الجانب الإيراني أبلغ الرياض بأن إيران مستعدة لمواصلة الحوار على المستوى السياسي لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
شفافية سعودية
اعتبر الدكتور فواز كاسب العنزي، المحلل السياسي السعودي أن الحديث عن نقل المحادثات السعودية الإيرانية من المستوى الأمني إلى المستوى السياسي وبشكل علني، يدل على أن المملكة تتجه بقوة نحو بناء الثقة، واعتماد سياسة الشفافية والانكشافية، وذلك في ظل الكثير من الوسائل الدبلوماسية المبذولة من قبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وبعض دول الجوار مثل قطر والكويت والعراق.
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، ترمي الخطوة السعودية الكرة إلى الجانب الإيراني، وتعلن أنها سباقة في هذا الصدد، ومنفتحة على جهود دبلوماسية جديدة من أجل توسيع دائرة السلام في المنطقة، مؤكدا أن الجميع يثق في توجهات المملكة وجهودها.
ويرى العنزي أن التحركات الأخيرة تأتي امتدادا للقمة التي عقدت في مدينة جدة، وضمت الرئيس الأمريكي جو بايدن، وزعماء ورؤساء عرب، والتي كان منطلقها الرئيسي الأمن والتنمية، ولدى المملكة إدراك سياسي واضح بأنه لا يمكن تحقيق التنمية في المنطقة، ما لم يتم إرساء الأمن والأمان بمفهومهما الشامل.
وقال إن إيران أحد مصادر التديد في المنطقة، ليس فقط على مستوى دول المنطقة، بينما على المستوى الداخلي الشعبي أيضا في إيران، مؤكدا ترحيب السعودية بمثل هذه الجهود.
حياد إيجابي
بدوره اعتبر حسن إبراهيم النعيمي، المحلل السياسي الإماراتي، أن العالم يمر اليوم بتحولات سياسية كبيرة عصفت بالنظام العالمي الحالي، وكشفت عن ملامح نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب على أنقاضه، على حد تعبيره.
وأضاف: "هناك صراع محموم للاستقطابات، فالولايات المتحدة الأمريكية تريد أن تعود إلى منطقة الشرق الأوسط لتملأ الفراغ حسب قول المسؤولين الأمريكيين، وتريد استقطاب دول الخليج ومصر وتضم لهم إسرائيل وإيران لتكون تحالفا كبيرا مواليا لها.
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، فإن هذا التوجه يصطدم بتوجه كل من إسرائيل وإيران العقائدي، وكذلك مساع روسيا لتكوين تحالفات مع إيران وتركيا، والصين أيضا تسعى إلى انضمام دول الخليج العربي، لا سيما السعودية والإمارات ومصر إلى منظومة بريكس، وبذلك تدخل هذه الدول في تحالف استراتيجي مع روسيا والصين.
وتابع: "الأزمة الحقيقية في محاولات الاستقطابات هذه، أنها تمثل مشكلة لدول المنطقة، التي لديها مصالح قوية وكبيرة مع أمريكا وأوروبا من جهة، ومع روسيا والصين من جهة أخرى".
ويرى النعيمي أن دول الخليج ومصر تسعى لاتخاذ مواقف محايدة من الجميع، حتى لا تخسر مصالحها مع أي طرف، وتريد أن تتعامل مع الجميع وفقا لمصالحها، بلا تبعية عمياء لأحد، كما تريد أن تحجز لها مكانا يليق بها في النظام العالمي الجديد الذي بدأ يتشكل الآن، وهو ما يؤكده التحركات الأخيرة على مستوى العلاقات ما بين إيران ودول الخليج.
فشل أمريكي
بدوره اعتبر الدكتور عماد أبشناس، المحلل السياسي الإيراني، أن التصريحات الإيرانية الأخيرة والتحول في الموقف السياسي بين طهران ودول الخليج، جاء بعد فشل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المنطقة.
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، فإن هذا الفشل دفع إلى زيادة الاتصالات الدولية من أجل عقد الجولة الجديدة من المفاوضات بين إيران والسعودية والتي كان مقررا لها أن تكون على مستوى دبلوماسي، مؤكدًا أن دول المنطقة الآن باتت على يقين من أن السبيل الوحيد لحل الخلافات هو الحوار.
وبالنسبة لتحويل المفاوضات إلى مستوى دبلوماسي علني، أكد أبشناس أن هذا ما كان متفقا عليه في آخر جولة، وموضوع عودة سفراء الإمارات والكويت لإيران، هو تقييم لهذه الدول بأن العلاقات سوف تعود من جديد، وكل دولة تريد أن تكون سباقة في هذا المجال.
وقبل أيام شدد وزير الخارجية الإيراني، أمير عبد اللهيان، على أن بلاده تولي أهمية لتوطيد العلاقات مع الدول المجاورة، مضيفا: "إيران تشد على اليد الممدودة تجاهها، وتمضي نحو توطيد العلاقات مع جيرانها، في إطار منح الأولوية للجيران في سياستها الخارجية".