وذلك رغم كل التداعيات والصعوبات التي فرضت من قبل الاحتلال الأمريكي والمجموعات المرتبطة بها من قوات "قسد" منذ تسع سنوات مستمرة لإيقاف عجلة التعليم وتجهيل الأجيال لإسهال السيطرة عليهم.
أفاد مراسل "سبوتنيك" شرقي سوريا، بأنه رغم قلة عدد المدارس والازدحام داخل الشعب الصفية وتحويل عدد كبير منها إلى مقرات وسجون من قبل قوات "قسد" وفرضها مناهج مؤدلجة سياسياً على الطلاب لكنهم رفضوها وأثبتوا أنهم يصنعون مستقبلهم بأنفسهم وإصرارهم.
ليحققوا هذا العام نتائج مميزة في شهادة التعليم الأساسي والشهادة الثانوية محققين نسب عالية في النجاح مع حصول عدد من الطلاب في الثانوية العامة على علامات مميزة ومثلها في الشهادة الإعدادية حيث حصل خمس طلاب على العلامة التامة من أصل 97 طالب وطالبة حصلوا عليها على مستوى سوريا.
وعلى مستوى سوريا نال الطالب تيم محمد الخضر من مدرسة الشهيد المهندس حنا عطالله للمتفوقين بمدينة الحسكة العلامة التامة 2900 درجة في الفرع العلمي وقال لــ"سبوتنيك" بأنه رغم الظروف السيئة التي تواجه مدارسنا في مدينة الحسكة خصوصا الوضع السياسي والصعوبات الأخرى التي تواجهنا بشكل يومي إلا أن الإصرار على النجاح كان اكبر من ذلك.
مشيراً بان التفوق والتميز هما نتاج تنظيم الوقت واستثماره بالشكل الأمثل ما بين الدراسة والراحة وان هدفه منذ البداية كان دخول الكليات الطبية وقد حقق ذلك، إلى أن العائلة كانت السند له لتهيئة الجو المناسب لدراسته ودعمه ومساندته ورفع معنوياته وتشجيعه للاستمرار وتحقيق النجاح والتميز.
من جانبها أكدت الطالبة المتفوقة شذى عمار فرمان الحاصلة على المركز الثاني في الفرع العلمي على مستوى محافظة الحسكة لــ"سبوتنيك"أن سبيل النجاح والتفوق يأتي بالاجتهاد والمتابعة ورغم ما تعرضت له من صعوبات مثلها مثل جميع طلاب المحافظة من تضرر التدريس والمدارس إلا أنها أصرت على التفوق والنجاح وتحقيق هدفها".
وكل ذلك بحسب الطالبة شذى جاء كنتيجة لترتيب وقت الدراسة واتباع نصائح معلميها وعائلتها خصوصا الوالد والوالدة في كيفية الدراسة إضافة لوقوف الأهل جانبها من خلال توفير وتأمين الأجواء المناسبة للدراسة في المنزل.
بدوره الطالب المتفوق محمد أورخان سامي دباغ الحاصل على الدرجات الكاملة في شهادة التعليم الأساسي من مدرسة الشهيد حنا عطا الله للمتفوقين بمدينة الحسكة بين لــ"سبوتنيك" أن التفوق نتيجة طبيعية للجهد والمثابرة والمتابعة وتنظيم الوقت بين الدراسة وقوة العزيمة والإصرار والصبر لتحقيق الهدف منوهاً بدور المعلمين الذين كان لهم الفضل الأكبر من خلال تكريس جهدهم لمصلحة التلاميذ والطلاب لإيصالهم إلى التفوق والنجاح.
من جانبها بينت مديرة التربية في محافظة الحسكة السورية إلهام صورخان لــ"سبوتنيك" أن نسب النجاح وحالات التفوق تؤكد أن العملية التعليمية مستمرة رغم كل ما تعانيه منطقة الجزيرة السورية في ظل وجود الاحتلالات الأجنبية وقوات "قسد" التي كانت سبباً بعدم استقرار وضع العملية التعليمية.
نتائج الامتحانات تعكس تمسك سكان المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الأمريكي بالمناهج التعليمية السورية
© Sputnik . Atia Al atia
منوهة بدعم وزارة التربية وتعاون الكوادر الإدارية والتربوية وإصرار الطلاب وذويهم على التعلم وفق المناهج المعتمدة من قبل وزارة التربية الحكومية رافضين كل الانتهاكات التي تريد النيل من مسيرة التعليم في المحافظة وتجهيل الشباب.
وأوضحت صورخان بأن لا شيء مستحيل ونعمل بما هو متوافر وبين أيدينا والأهالي كان لهم دور كبير في مساندتنا لإيصال التلاميذ إلى هذه النتيجة وبعض مدارس المحافظة حققت نسبة نجاح 100 بالمئة وخمسة تلاميذ نالوا العلامات التامة في التعليم الأساسي.
في حين كانت نسبة النجاح في الفرع العلمي بالمحافظة بلغت 45.34 بالمئة والفرع الأدبي 39.4 بالمئة والثانوية المهنية التجارية 51.2 بالمئة والصناعية 58.14 بالمئة والنسوية 74.1 بالمئة.
وتابعت صورخان أنه تقدم لامتحانات شهادة التعليم الأساسي 12625 تلميذاً وتلميذة نجح منهم 9086 تلميذاً وتلميذة وحصل خمسة طلاب من أبناء المحافظة على الدرجات الكاملة و10 طلاب آخرين تراوحت درجاتهم بين 3085 و3098 درجة.
وبينت مديرة التربية أن عدد الأبنية المدرسية في المحافظة يبلغ عددها 2285 بناء مدرسي، بقي منها 179 بناء مدرسي واقعة تحت سيطرة الحكومة السورية في مدينتي الحسكة والقامشلي، وأما العدد المتبقي منها هي تحت سيطرة"قسد"، والذي يقوم في كل عام بإغلاق الأبنية المدرسية، لنقوم من جهتنا بنقل الطلاب والتلاميذ إلى المدارس الواقعة تحت سيطرتنا، ما يزيد
الاكتظاظ داخل الصفوف المدرسية، حيث يصل متوسط عدد الطلاب في كل شعبة صفية من 80 إلى 100 طالب وطالبة.
ورغم قلة عددها ومعاناتها الزحام الشديد، والمضايقات من قبل "قسد"، إلا أن المدارس السورية تشهد إقبالا كبيرا من التلاميذ والطلاب الأكراد بشكل خاص ومن بينهم أبناء قياديين وموظفين فيما يسمى "الإدارة الذاتية الكردية"، وذلك رغم إصداره قراراً يمنعهم من الالتحاق بالمدارس السورية في مدينتي الحسكة والقامشلي تحت طائلة العقوبات التي تصل إلى الفصل والغرامات المالية الكبيرة مع تدني أعداد الطلاب الذين التحقوا بالمدارس التي تعتمد مناهج "قسد".