وجاء في المقال الذي نشرته "بلومبرغ"، تحت عنوان (أمام ألمانيا ثلاثة أشهر لإنقاذ نفسها من أزمة غاز الشتاء)، أن القصر الرئاسي في برلين لم يعد مضاء في الليل، ومدينة هانوفر، أغلقت المياه الساخنة عن الحمامات في المسابح والصلات الرياضية، وأن البلديات تقوم بتجهيز مراكز تدفئة في جميع أنحاء البلاد للحفاظ على سلامة الناس من البرد، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات هي "البداية فقط لأزمة ستنتشر عبر أوروبا".
ونوهت الصحيفة في تقريرها إلى أن الصيف لا يزال حاليا في ذروته، لكن برلين "ليس لديها الكثير من الوقت لتضيعه لتجنب نقص الطاقة هذا الشتاء الذي سيكون غير مسبوق بالنسبة لدولة متقدمة".
ونوه التقرير إلى أن "جزءا كبيرا من أوروبا يشعر بالضغط الناجم عن تخفيض روسيا على إمدادات الغاز الطبيعي، ومع ذلك لا توجد دولة أخرى معرضة للخطر مثل أكبر اقتصاد في المنطقة (ألمانيا)، حيث يعتمد ما يقرب من نصف المنازل على الوقود للتدفئة".
ونقلت الصحيفة عن نائب المستشار الألماني ووزير الاقتصاد، روبرت هابيك، الذي قال بعد الكشف عن خطة لنقل الزيادات في التكاليف من شركات الطاقة إلى المستهلكين، إن "التحديات التي نواجهها هائلة وتؤثر على مجالات مهمة من الاقتصاد والمجتمع. لكننا دولة قوية وديمقراطية قوية. هذه شروط مسبقة جيدة للتغلب على هذه الأزمة"، على حد تعبيره.
وبيّن التقرير أن "التقنين والركود الاقتصادي يلوحان في الأفق" بالنسبة لألمانيا، منوهة إلى أن السلطات قد أعربت عن "قلقها بشأن الاضطرابات الاجتماعية إذا خرج نقص الطاقة عن السيطرة".
وأشار التقرير إلى أن ألمانيا لا تستطيع الاعتماد على فرنسا "حيث تؤدي المفاعلات النووية (ذات العيوب) إلى تفاقم أزمة الغاز، إذ ارتفعت أسعار الكهرباء في أكبر اقتصادين في أوروبا (ألمانيا وفرنسا) إلى مستويات قياسية الأسبوع الماضي".