"يجب علينا أن نكون متفقين بأنه ليس للأمريكي نوايا ايجابية بشكل صحيح، الأمريكي لديه نوايا لا تبشر بالخير تجاه كل دول العالم، وهذا ما أثبتته الولايات المتحدة الأمريكية من خلال سياساتها السابقة ومن خلال دفع الكثير من الدول وخاصة المتجاورة والتي بينها بعض النقاط الخلافية، إذ تقوم الولايات المتحدة بتأجيجها لاستغلالها لمصالحها، خاصة عندما تكون هذه النقاط على اتصال مع الدول الكبرى التي تعاديها الولايات المتحدة كالصين وغيرها، الغربي لن يستطيع الخروج على عصا الأمريكي وهذا مايثبته التاريخ يوماً بعد يوم وحالة أوكرانيا أثبتت هذا الموضوع، ولو أن التصريحات الأوروبية أحيانا تكون أكثر دبلوماسية وأكثر حرصاً على عدم توتير الأوضاع والمحافظة على الحد الأدنى من العلاقات الدبلوماسية الجيدة حتى بين البلدان أو الأطراف المتصارعة، لكن الغربي لا يستطيع على الإطلاق خاصة بعد حرب أوكرانيا أن يخرج عن الأمريكي رغم كل الأثمان التي يدفعها".
"حتى الآن من الواضح أن الصين اتخذت بعض الخطوات ضد تايوان على وجه الخصوص، ومن بينها المناورات التي ينظر إليها على أنها أكثر قوة منذ عقود، وأنها ستطوق تايوان بحرياً وجوياً، وتفرض عقوبات في بعض القطاعات الهامة كحظر تصدير واستيراد بعض المواد المهمة لتايوان، لكن من غير الواضح كيف ستكون تداعيات هذه الزيارة بعد السقف المرتفع للتصريحات الصينية، وكيف ستؤثر على العلاقة بين بكين وواشنطن، لايخفى على أحد أننا أمام حالة جديدة، كونه لايوجد سوابق للصين في تصرفات تجاه مثل هذه الأمور، يعني لو تحدثنا اليوم عن الولايات المتحدة الأمريكية أو روسيا أو فرنسا، فالعالم كله يعلم كيف تتصرف أو يمكن قراءة ما بين السطور في تصريحاتها وكيف ستتعاطى مع ملف كهذا، لكن الصين في هذه الحالة بالنسبة للجميع مجهولة، ليست لها سوابق في عمليات عسكرية ضد دول أخرى، يعني ليس أمامنا الآن سوى الانتظار لنرى حقيقة ردة الفعل الصينية الكاملة".
"نحن الآن أمام معادلات جديدة تفرض نفسها على أرض الواقع، هناك نظام دولي جديد يتشكل، وكل الأطراف تحاول اليوم عملياً إضعاف الأطراف الأخرى، بالنسبة للعلاقة الأمريكية الصينية هي علاقة جدلية تشكلت ضمن ظروف متغايرة، ونرى اليوم أن الحالة التنافسية الأمريكية الصينية في ذروتها، ولا أعتقد أنه من المنطق حالياً الحديث عن وساطة ضمن هذه العلاقة، لكن الموقف الروسي اليوم تجاه هذه الأزمة بالذات اتضح في الرابع من شهر شباط/فبراير هذا العام، عندما وقعت موسكو وبكين الوثيقة التاريخية في العلاقات الدولية والتي تضمن على اعتراف روسيا بوحدة الدولة الصينية وعدم استقلالية تايوان، هذه الوثيقة تعتبر مؤشراً واضحاً على تشكيلة هذا النظام الدولي الجدي، باعتقادي تصرفات الولايات المتحدة تدل على الإفلاس السياسي وعدم وضوح الرؤية في التعامل مع النظام الدولي الجديد".