وحذر قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، من دعوات الاقتحام، محذرًا من التداعيات الخطيرة لهذه الاقتحامات والارتدادات الناتجة عن استمرار العدوان الإسرائيلي على حرمة وقدسية الحرم القدسي الشريف، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وقال مراقبون إن اقتحامات غلاة المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى تأتي دائمًا تحت ذرائع واهية، وتتم تحت حماية الحكومة الإسرائيلية، إلا أن الهدف منها هذه المرة سياسي مع قرب الانتخابات البرلمانية.
حرب دينية
حذّر جمال نزال، المتحدث باسم حركة فتح الفلسطينية من الدعوات التي أطلقتها بعض الجماعات اليهودية المتطرفة والمستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى المبارك يومي السبت والأحد المقبلين، تحت ذريعة ما يسمى بذكرى "خراب الهيكل".
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، هذه المجموعات المتطرفة في إسرائيل مستعدة لفعل أي شيء في سياق استخدام الدين من أجل أهدافها السياسية، فهي تفعل ما تشاء رغم معرفتهم بزيف ادعاءاتهم الباطلة في المسجد الأقصى، والتي لا أساس لها من الصحة.
وتابع: "في إسرائيل المعسكر اليميني يستخدم الدين كسلم للوصول إلى مآربهم السياسية، وهم دائمًا وأبدًا معنيون بتأجيج فتيل الحرب الدينية وإعطاء انطباع بأن هذه المعركة تتعلق بجميع المسلمين ضد جميع اليهود".
وأكد أن هذا الوتر الحساس الذي يجعل من هذه الطروحات اليمينية عملة رابحة في إسرائيل، لا سيما مع قرب العملية الانتخابية، واختيار أعضاء الكنيست الجدد وصراع تشكيل الحكومة.
مخطط إسرائيلي
بدوره اعتبر المستشار زيد الأيوبي، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، أن دعوات المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى يومي السبت والأحد القادمين تأتي في سياق المخطط الإسرائيلي لتهويد مدينة القدس وتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا، وضرب كل إمكانية لتحقيق السلام العادل والشامل القائم على أساس قرارات الشرعية الدولية.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، تحتضن إسرائيل وتدعم هذه الدعوات بل وتنخرط فيها من خلال تأمين الاقتحامات أمنيا وعسكريا وحماية المقتحمين للمسجد من خلال قوى الأمن والشرطة الإسرائيلية.
وأشار الأيوبي إلى أن سلطات إسرائيل تستغل الانشغال الدولي بقضايا أخرى لتكريس أمر واقع إسرائيلي عبر دعم الاستيطان، وإقامة المشاريع الاستيطانية واستقدام الآلاف من المستوطنين اليهود إلى مدينة القدس المحتلة، وهو ما ينحدر إلى جريمة الحرب المعاقب عليها دوليا وتستوجب التدخل الدولي لوقفها ولجم العدوان الإسرائيلي على القدس وأهلها.
وقال إن "ادعاء الإسرائيليين بوجود ما يعرف بالهيكل هو باطل، وعجز عن إثباته كل علماء الآثار عبر مئات الحفريات تحت المسجد، وهو ما يؤكد أنه لا يوجد أي تاريخ لليهود في مدينة القدس برمتها وليس تحت المسجد الأقصى فقط"، داعيًا إلى ضرورة إصدار قرار دولي يقضي بإرسال قوات حماية دولية لحماية المقدسات الإسلامية والمقدسيين في مدينة القدس.
وكان قاضي قضاة فلسطين، قد دعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليتهم ومنع الانفجار الذي يسعى المتطرفون من المستوطنين لإشعاله، مؤكدا أن عصابات المستوطنين تسعى بكل الطرق لارتكاب جريمة في المسجد الأقصى المبارك وإشعال نار الحرب الدينية التي سوف تأكل الأخضر واليابس وعندها لا ينفع الندم.
وأشار إلى أن "دولة الاحتلال بكافة أذرعها السياسية الأمنية والقضائية تسعى بكل السبل والذرائع لفرض واقع جديد على الأرض في المسجد الأقصى المبارك لفرض حالة التقسيم المكاني والزماني للمسجد، مستغلة الظرف الدولي العام وانشغال المجتمع الدولي بمناطق أخرى من العالم، وحالة الوهن والضعف التي تمر بها الأمة الإسلامية لتنفيذ مخططات التهويد التي تستهدف مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك".
وتوقعت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن يقوم أكثر من 3 آلاف مستوطن بعملية الاقتحام، إذ ستسمح لهم إسرائيل باقتحام الأقصى على شكل دفعات ومجموعات كبيرة للاحتفاء بمناسبة ما يسمى "خراب الهيكلين الأول والثاني"، وفقا لـ"الغد" الأردنية.