وتأتي هذه الاحتجاجات في الوقت الذي دخل فيه اعتصام أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، داخل المنطقة الخضراء وسط العاصمة العراقية بغداد، أسبوعه الثاني، وسط أجواء باتت أكثر تنظيماً، لا سيما بعد أن أقدم الصدر على تشكيل لجنة لتنظيم الاحتجاجات.
فكيف ستنعكس هذه الاحتجاجات على الوضع الأمني العراقي؟
عن هذا الموضوع، يقول ضيف برنامج "هموم عراقية" على أثير راديو "سبوتنيك"، الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور أحمد الشريفي:
"هناك احتقان جماهيري بات عابرا للهويات الفرعية كونه يمثل إجماعا وطنيا، حيث الكل ناقم ويشكو من النموذج السياسي بسبب سوء إدارته للدولة، والذي بسببه استطاع الإرهاب أن ينخر بجسد المجتمع العراقي ويضرب بناه التحتية بهذا الأسلوب من القساوة، فاليوم كل طائفة توجه بوصلة الاتهام الى من يمثلها، وهذا المشترك الوطني يدفع باتجاه أن تكون الأزمة كبيرة وواسعة تتكامل فيها الجغرافية في موقف موحد ضد المنتظم السياسي الذي يحكم حاليا، أي أن مسألة التغيير الجذري باتت مطلبا جماهيريا وليس شعارا سياسيا فقط، بمعنى أن هناك استحقاق للمرحلة القادمة سيؤسس لدولة القانون والمؤسسات، لذا يجب تشكيل حكومة طوارئ متحررة من ضغط الأحزاب والمحاصصة السياسية كي تستطيع فتح جميع الملفات، ولا بأس أن تكون تحت الإشراف والمراقبة الدولية".
وأضاف الشريفي: "هناك الكثير من المحاذير ترافق المشهد السياسي الحالي، بدءا من غياب الإشراف والرقابة البرلمانية، والإرباك في منظومة القيادة والسيطرة للمؤسسات الأمنية والعسكرية باعتبارها خاضعة للمحاصصة والتي قد تتأثر بالتغيرات القادمة، وهذا ما يجعلها في حالة من القلق تؤثر على أداء مهامها، كما أن هناك فصائل مسلحة تتمسك بالسلاح الذي تعتبره مسألة عقائدية، وهي قضية معقدة في ظل هذه الأزمة وهذا الخواء السياسي العاجز عن توحيد الصف الوطني، يضاف إلى ذلك التدخلات الإقليمية والدولية، فالحكومة العراقية لم توفق في إصلاح الداخل كونها ركزت على الملفات الخارجية".
التفاصيل في الملف الصوتي المرفق