وبحسب تأكيد المصادر لـ"سبوتنيك"، فإن العديد من الفصائل المعارضة لم توقع على الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الدوحة، وأن الحوار الوطني المرتقب في 20 أغسطس/ آب الجاري مهدد بعدم النجاح.
ومن بين الجبهات التي لم توقع على الاتفاق جبهة "فاكت"، وهي إحدى المجموعات المتمردة الرئيسية وتقف خلف الهجوم الذي انطلق من ليبيا، وأدى إلى مقتل الرئيس، إدريس ديبي إتنو، في 19 نيسان/أبريل 2021، إضافة إلى حركة "أبكر تلومي" و"مجموعة روما".
وأعلنت وكالة الأنباء القطرية "قنا" أن السلطات الانتقالية في تشاد والجماعات المسلحة وقعت اتفاقية سلام في العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الاثنين.
وأكدت الوكالة نيّة الأطراف إجراء حوار مصالحة وطنية أوسع في وقت لاحق من الشهر الجاري.
ووقع رئيس المجلس العسكري الحاكم في تشاد، محمد إدريس ديبي إيتنو، اليوم الاثنين، في العاصمة القطرية الدوحة، اتفاقا مع نحو 40 مجموعة متمردة، يفترض أن تشارك في حوار وطني خلال الشهر الجاري في العاصمة التشادية.
من ناحيته، قال المحلل السياسي التشادي، أبو بكر عبد السلام، إن "الاتفاق جرى بناء على الوثيقة الأخيرة المقدمة للوسيط القطري بعد تعثر مباحثاته منذ مارس/آذار الماضي".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" أن "أهمية الحوار تكمن في شموليته وتوافق كل الأطراف المتحاورة، والاتفاق على ما تضمنته الوثيقة من بنود، لكن المجلس العسكري الانتقالي عارض بعضها، الأمر الذي يمكن أن يعرقل مسارات الحوار ويشل توافقاته".
وأوضح أن "التوافق الذي جرى في الدوحة يشمل جميع الفرقاء بجميع اختلافاتهم، لكنه لا يقود لحوار حقيقي في ظل إقصاء البعض، والتمثيل الصوري لبعض الحركات التي أوفدها المجلس العسكري الانتقالي ليزيد أكوامه ومناصريه"، حسب رأيه.
ولفت إلى أن "نحو 20 حركة غادرت حفل التوقيع الذي شهدته الدوحة، بحضور رئيس المجلس العسكري الانتقالي، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، ما يؤكد الخلل في التوصل إلى اتفاق حقيقي، تمهيدا لحوار انجمينا في الـ20 من أغسطس/آب الجاري".
فيما قال المحلل السياسي التشادي، عبد الرحمن قرقوم، إن "قطر استطاعت التوصل إلى اتفاق يصب جله في مصلحة المجلس العسكري، الأمر الذي كان سببا في تنصل بعد الحركات الفاعلة ميدانيا".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" أن "أول التحديات التي تواجه الاتفاق تتمثل في تنفيذ ما تم التوصل إليه، بدءا من تسهيل إجراءات وصول زعماء الحركات الموقعة وتأمينهم".
بعض العوائق الأخرى تتمثل في تعهدات المجلس العسكري بشأن نهاية الفترة الانتقالية، بحسب الخبير.
ويرى الخبراء أن الاتفاق هو بمثابة بداية لفترة استحقاق أخرى، ما يعني بقاء المجلس لفترة أطول.
وأوضح قرقوم أن "العديد من الحركات العسكرية لم توقع على الاتفاق، وعلى رأسها "جبهة الوفاق والتغيير" وحركة "أبكر تلومي" ومنسق "مجموعة روما".
ومنذ شهر مارس/ آذار الماضي، بدأت قطر رعاية مفاوضات بين الحكومة التشاديّة والجماعات المسلّحة من أجل التوصل لاتفاق سلام يقود نحو مشاركة الحركات المتمرة في الحوار الوطني المرتقب في العاصمة التشادية.
وكانت وزارة الخارجية القطرية قالت في بيان لها، أمس الأحد، إن "الاتفاق يمهد لبدء انعقاد الحوار الوطني الشامل والسيادي في تشاد".
ويأتي الإعلان بعد محادثات سلام في قطر امتدت لخمسة أشهر بين الفصائل المسلحة والحكومة التشادية المؤقتة برئاسة محمد إدريس ديبي، الذي تولى السلطة بعد وفاة والده العام الماضي.