وبحسب المصادر فإن كل الخيارات مفتوحة للخروج من الانسداد الحالي، رغم أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي حول تشكيل حكومة جديدة حتى الآن، وإن كان ذلك هو السيناريو الأكثر ترجيحا من قبل العديد من الأطراف.
ويبدو أن العديد من الدول تساند هذا السيناريو خاصة في ظل تعقد المشهد وعدم قدرة باشاغا على دخول العاصمة، وتمسك الدبيبة بعدم تسليم السلطة.
من ناحيته قال محمد السلاك المتحدث باسم المجلس الرئاسي الليبي السابق، إن البيان الخماسي الذي صدر قبل فترة، من حكومات الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا، حمل إشارة واضحة بشأن سلطة تنفيذية جديدة.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن المسار الجديد بشأن تشكيل حكومة ثالثة بات أحد الخيارات القائمة الآن لمعالجة الانسداد السياسي الذي نجم عن التنازع على الشرعية بين الحكومتين.
ولفت إلى أن عملية اختيار حكومة جديدة لن تكون سهلة في ظل تمترس الطرفين، واستناد كلاهما إلى حجج وأسانيد، وأنها تحتاج إلى أكبر قدر من التوافق داخليا وخارجيا.
وبشأن ضمان التزام الحكومة الثالثة بخارطة الطريق وإجراء الانتخابات، أوضح أن هذه الضمانات تعتمد على مدى متانة الاتفاق الذي ستنبثق عنه، وتلافيه للأخطاء السابقة.
من جانبه، قال الشريف الوافي المرشح السابق للانتخابات الرئاسية، إن تأزم الوضع في الوقت الراهن يأتي نتيجة تحديات شخصية، وعناد بين الدبيبة وباشاغا، إذ يتم التعامل مع الوضع باعتباره ملكية شخصية.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن التوجه حاليا نحو تشكيل حكومة مصغرة مهمتها تنفيذ الانتخابات في مدة زمنية محددة، بالإضافة إلى الأمور الضرورية لتسيير الأوضاع هو الخيار الأفضل.
ويرى أن تولي أي من الأسماء الموجودة على الساحة السياسية رئاسة الحكومة الجديدة يزيد الوضع تعقيدا بدرجة أكبر.
وفي تصريحاته الأخيرة أكد رئيس الحكومة الليبية المكلف من مجلس النواب، فتحي باشاغا، اليوم الثلاثاء، "دعمه المساعي الهادفة إلى توحيد الجيش الليبي".
ووجه باشاغا، عبر حسابه الرسمي على تويتر، "التهاني إلى الضباط وضباط الصف والجنود المخلصين للوطن والمدافعين عن استقلاله وسيادته، بمناسبة ذكرى تأسيس الجيش الليبي".
وقال: "ندعم جميع المساعي الهادفة لتوحيد الجيش الليبي والاستفادة من الخبرات الدولية، بما يحقق تطويره وتأهيل منتسبيه ويضمن مبدأ السيادة الوطنية".
وتحل اليوم الذكرى الـ82 لتأسيس الجيش الليبي، في التاسع من أغسطس/ آب العام 1940، وذلك في الأراضي المصرية، إبان فترة الحرب العالمية الثانية.
وتعيش ليبيا حالة تشرذم منذ العام 2011، حيث قصف "الناتو" قوات الجيش الليبي ودمر المطارات والقواعد، وساهم في تسريب آلاف القطع من السلاح إلى التيارات المتطرفة والعصابات، التي تسببت في إبقاء المشهد الليبي على حالة الانقسام حتى الآن.