قال بطرس مرجانة، رئيس لجنة الشؤون العربية والخارجية والمغتربين في مجلس الشعب (البرلمان) السوري، في تصريح خاص لـ "سبوتنيك"، إن "تركيا تحاول تشكيل كيان تركي مواز للدولة السورية في شمالها وكأنها تعمل على تحويل هذا الجزء من سوريا إلى (ولاية) وذلك كنوع من الاستنساخ لسياسات الإمبراطورية العثمانية".
ولفت النائب السوري إلى أن: "الدولة التركية سجلها لا يشجع على الاطمئنان، ففي السابق لم تلتزم بالاتفاقات التي أبرمتها مع روسيا لتأمين الطريق الدولي من اللاذقية - حلب (M4) عبر استئصال جميع مجموعات القاعدة من إدلب، ومع ذلك قامت تركيا بحماية الجماعات الإرهابية هناك وتعزيزها، وهي آخر منطقة يحتلها الإرهابيون في سوريا، كما أنشأت شبكة من النقاط العسكرية التي تحمي الجماعات الموالية لتنظيم "القاعدة" الذي يحتل الغابية الساحقة من إدلب، ولا يزال الطريق السريع مغلقاً أمام الشاحنات والركاب، خوفاً من التعرض لهجوم".
وأضاف مرجانة: "بطبيعة الحال، لا يمكن للرئيس التركي أن يحصل على أي اتفاق يسمح له بتمرير مشروعه، لأن إنشاء منطقة آمنة يجب أن يصوَّت عليه في مجلس الأمن ولا يمكن تكريس هذه المنطقة بمجرد أن أردوغان اقترحه"، مؤكدا أن "الحليف الروسي يقف إلى جانب سوريا كما الحليف الإيراني والصيني، ولذلك فلا يمكن لمجلس الأمن أن يمرر مثل هذا المشروع أو يوافق عليه، وأردوغان يعلم أنه لن يحصل منطقته الآمنة، وما يقوم به حاليا لا يعدو محاولة ابتزاز".
واستدرك رئيس اللجنة البرلمانية السورية: "هذا لا يعني أن تركيا ستعيد النظر بكل سياساتها جذريا، ولكن يمكن لهذا التقارب الروسي التركي أن يخفف من اندفاع تركيا العدائي تجاه سوريا ولكنها لا يمكن أن تغيير سياساتها بشكل كامل".
ويعتقد مرجانة أن "تركيا تريد من خلال هذا الإجراء التحضير لمرحلة قادمة، فوجودها العسكري في شمال سوريا - طال أمده أم قصر - فلن يستمر للأبد، في الوقت الذي تؤكد فيه العديد من دول العالم أنه احتلال يخفي وجهه بأقنعة مصنّعة من شعارات (مكافحة الإرهاب وحماية الأمن القومي التركي..) وما إلى ذلك من حجج واهية".
وختم رئيس لجنة الشؤون العربية والخارجية والمغتربين في مجلس الشعب حديثه بالقول: "الجانب الروسي أراد أن يتصرف بحكمة، سيما وأن هناك حالة من تأجيج المشاعر لخلق حالة حرب عالمية جديدة، فعمل الجانب الروسي على احتواء المواقف التركية والسعودية حيال سوريا وكسبها إلى جانبه، وعمل أيضا على تنقية الأجواء ليكرس بذلك مساحة لتقليص حدة العنف في سوريا".