احتفلت مدينة ناغازاكي بالذكرى السابعة والسبعين للقصف النووي الأمريكي للمدينة الواقعة جنوب غربي اليابان خلال الحرب العالمية الثانية، حيث دعا عمدة مدينة ناغازاكي إلى إلغاء الأسلحة النووية وسط مخاوف متزايدة بشأن استخدامها المحتمل على خلفية الأحداث الأخيرة.
حصد القصف النووي لناغازاكي والقصف النووي الذي حدث بعد ثلاثة أيام من قصف هيروشيما (300 كيلومترا إلى الشمال الشرقي)، أرواح ما يقدر بنحو 74000 شخص بحلول نهاية عام 1945، وعانى العديد من آثار الحروق والإشعاع والأمراض ذات الصلة بعد فترة طويلة من الهجوم، التي تستمر نتائجه إلى اليوم.
وشهدت المدينة الوقوف دقيقة صمت في الساعة 11:02 صباحًا، وهو الوقت المحدد في 9 أغسطس/آب عام 1945، عندما انفجرت قنبلة "فات مان" (الرجل البدين) من قبل قاذفة أمريكية فوق المدينة الساحلية، وهي المرة الثانية فقط التي ينفجر فيها سلاح نووي استخدم في الحرب.
ودعا رئيس بلدية المدينة الدول الحائزة للأسلحة النووية إلى تقديم طريقة "ملموسة" للمضي قدمًا لتحقيق نزع السلاح النووي في مؤتمر المراجعة الجاري لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، بحسب موقع "kyodonews".
وعلى الرغم من أن المسؤول الياباني قد زعم أن "التهديدات التي وجهتها روسيا أظهرت للعالم أن استخدام الأسلحة النووية ليس خوفا لا أساس له من الصحة ولكنه أزمة ملموسة وحالية"، لم يتطرق إلى دور الدولة التي قصفت بلاده (أمريكا) ومدينته بالسلاح النووي في تأجيج الصراعات حول العالم.
وكان نائب مدير إدارة منع الانتشار والحد من التسلح بوزارة الخارجية الروسية إيغور فيشنفيتسكي، قد أكد أن روسيا ترى أنه لا يمكن أن يكون هناك رابحون في الحرب النووية ولذلك ينبغي عدم إطلاق العنان لها.
أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين بين، أمس الإثنين، أن اليابان هي الدولة الوحيدة في العالم التي تعرضت لهجوم نووي لكن مع ذلك استخدمت طوكيو دائما "المظلة النووية" الأميركية وعرقلت تخلي واشنطن عن سياستها باستخدام الأسلحة النووية أولاً.
وقال وانغ وين بين، في إحاطة: "كون اليابان الدولة الوحيدة التي تعرضت لهجوم نووي، فقد اعتبرت نفسها منذ فترة طويلة "تلميذة نموذجية" في مجال نزع السلاح النووي الدولي وعدم انتشار الأسلحة النووية، كما تدعو إلى عالم خالٍ من الأسلحة النووية. ولكن في الواقع، لطالما استخدمت اليابان "المظلة النووية" الأمريكية وعارضت وعرقلت تخلي الولايات المتحدة عن سياسة استخدام الأسلحة النووية أولاً.
وفي وقت سابق، قال رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، متحدثا، يوم السبت الماضي، في مراسم ذكرى ضحايا القنبلة الذرية في هيروشيما، إن مأساة هيروشيما يجب ألا تتكرر أبدا. وبحسب قوله: "هذه مسؤولية اليابان بصفتها الدولة الوحيدة المتضررة من القصف بالقنابل الذرية".
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، إلى أن بعض السياسيين اليابانيين يدعون حتى إلى "المشاركة النووية" مع الولايات المتحدة، معلنين أن نشر الأسلحة النووية الأميركية في اليابان لا يمكن أن يكون موضوعاً من المحرمات.
وتابع : "لم تتغاض الحكومة اليابانية عن المناقشات المذكورة أعلاه فحسب، بل استبعدت أيضا عبارة "ثلاثة مبادئ خالية من الأسلحة النووية" من تقريرها في المؤتمر الاستعراضي العاشر لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. ويتساءل الناس بشكل لا إرادي: ما هي نوايا اليابان بالضبط؟ هل تتفق تصريحات اليابان في مجال نزع السلاح النووي وعدم انتشار الأسلحة النووية مع أفعالها؟ " .
وأشار وانغ وين بين، إلى أن الصين "تدعو اليابان، وهي دولة غير حائزة على الأسلحة النووية وطرف في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، إلى الوفاء بحسن نية بالتزاماتها الدولية بشأن عدم انتشار الأسلحة النووية، والالتزام الصارم بالتزاماتها بموجب "المبادئ النووية الثلاثة" بعدم تطوير أو استيراد الأسلحة النووية".
كما دعا اليابان إلى تقديم مساهمتها الواجبة لتحقيق "عالم خال من الأسلحة النووية" من خلال إجراءات عملية.