القاهرة- سبوتنيك. وقال رئيس المجلس السياسي الأعلى المشكل من جماعة "أنصار الله"، مهدي الشماط، في كلمة خلال عرض عسكري لدفعة من قوات الاحتياط والتدخل المركزي، حسب ما نقل عنه تلفزيون "المسيرة" الناطق باسم الجماعة: "مناورات (الغضب العارم) التي يجريها الجيشان الأمريكي والسعودي سنجعلها مناورة الهروب الطويل".
وأضاف مخاطباً السعودية والإمارات: "الأسلحة الدفاعية التي يزودكم بها الأمريكي ليقيكم ضرباتنا لن تغني عنكم شيئاً".
وتابع: "صواريخنا وطائراتنا المُسيرة ستصل إليكم إذا أصريتم على استمرار عدوانكم وحصاركم [في إشارة إلى عمليات التحالف العربي بقيادة السعودية] على شعبنا اليمني".
وأردف:
"لا مناوراتكم ولا ضجيج تلك الأساطيل في البحر الأحمر وخليج عدن ستهز فينا شعرة".
وعلق المشاط على عقد عسكريين أمريكيين، أمس الأحد، لقاءات مع مسؤولين محليين في محافظة حضرموت شرق اليمن، بالقول: "التواجد الأمريكي الذي أُعلن عنه بالأمس في حضرموت مصداق لما كنا نقوله عن المطامع الأمريكية تجاه شعبنا".
وتعهد رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، باستعادة كافة المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف ومجلس القيادة الرئاسي في اليمن، بقوله: "نسعى بإذن الله لاستعادة بلدنا، وسنستعيد المناطق المحتلة حتى ينال شعبنا حقه في حياته الكريمة".
واعتبر المشاط، "كل إجراءات الاحتلال (يقصد قوات التحالف العربي) التي يجريها في مناطق تقع تحت سيطرته، باطلة ولا أساس لها".
وقال إن "المركز القانوني لعاصمة الجمهورية اليمنية صنعاء يخلي مسؤوليته عن كل الإجراءات التي تتخذها سلطات الاحتلال ولا يعتبرها نافذة".
وتابع متوعداً التحالف والجيش اليمني: "لن نتردد في تنفيذ أقسى الضربات ولا في اتخاذ كل ما من شأنه نيل شعبنا حقه في عيشه الكريم والحر والمستقل".
وأكد:
"استمرار المسار التدريبي وبتصاعد وبوتيرة عالية في جميع المناطق العسكرية".
وفي الثاني من أغسطس الجاري، أعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، اتفاق الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله" على تمديد الهدنة في اليمن، للمرة الثانية لمدة شهرين إضافيين تنتهي في الثاني من أكتوبر المقبل، مؤكداً التزام الطرفين بتكثيف المفاوضات للوصول إلى اتفاق هدنة موسَّع في أسرع وقت ممكن.
وتتضمن بنود الهدنة السارية في اليمن منذ الثاني من أبريل الماضي، إيقاف العمليات العسكرية الهجومية براً وبحراً وجواً داخل اليمن وعبر حدوده، وتيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة غرب اليمن.
كما تتضمن الهدنة، السماح برحلتين جويتين من وإلى مطار صنعاء الدولي أسبوعياً، وعقد اجتماع بين الأطراف للاتفاق على فتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات لتحسين حرية حركة الأفراد داخل اليمن.
ويشهد اليمن منذ نحو 8 أعوام معارك عنيفة بين جماعة "أنصار الله" وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دولياً مدعوماً بتحالف عسكري عربي، تقوده السعودية من جهة أخرى لاستعادة مناطق شاسعة سيطرت عليها الجماعة بينها العاصمة صنعاء وسط البلاد أواخر 2014.
وأودى الصراع الدائر في اليمن منذ اندلاعه بحياة 377 ألف شخص، 40 بالمئة منهم سقطوا بشكل مباشر، حسب تقرير للأمم المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.