وجاء افتتاح مقام "الزنار" الذي كان تعرض للحرق والتخريب والنهب على يد الفصائل الإرهابية قبل اندحارها من المدينة، بمناسبة عيد رقاد السيدة العذراء، الذي يحتفل به المسيحيون السريان الأرثوذكس في كل أنحاء العالم يوم 15 أغسطس من كل عام.
قال البطريرك ماراغناطيوس أفرام الثاني الكلي الطوبى، الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم، لوكالة "سبوتنيك":
اليوم نشعر بفرح كبير بوجودنا في حمص مدينة "أم الزنار"، التي توجد فيها كنسية السيدة العذراء أم الزنار الأثرية وأقدم كنيسة في سوريا، والتي تعود إلى القرن الميلادي الأول وتجددت على مر الزمن.
ووضح أن زنار السيدة العذراء وصل إلى الكنيسة منذ مئات السنين و كانت تدعى بأم الزنار، إلى أن اكتشف قبل 70 سنة على يد مثلث الرحمات البطريرك أفرام الأول مبيناً أنه تم تدشين مقام جديد للكنيسة وللزنار، الذي هو الأثر الوحيد المتبقي من السيدة العذراء مريم مضيفاً: "والتي نؤمن بأنها صعدت إلى السماء بنفسها وجسدها بعد رقادها مشيراً إلى أن هذه الذخيرة هي بركة لكل العالم والمؤمنين من أرثوذكس وكاثوليك و لكل المسحيين والمسلمين الذين يؤمنون ببركة العذراء مريم".
وأضاف ماراغناطيوس أفرام الثاني: "نحن نصلي من هذا المكان، من أجل بركة السيدة العذراء مريم و زنارها المقدس، لكل العالم حتى يحل الأمن والسلام، في بلادنا والشرق الأوسط وفي أوربا وروسيا الصديقة، وبين كل شعوب العالم وأن تنتهي الحرب في أوكرانيا، ويتمتع الجميع بالأمن والسلم والحرية بصلاوات و بركة العذراء مريم".
يعود تاريخ كنيسة "أم الزنار" إلى فجر المسيحية في الشرق، وتعد من أقدم كنائس العالم، وبناها القديس إيليا أحد تلاميذ السيد المسيح أواسط القرن الميلادي الأول تحت سطح الأرض، لتسهيل التعبد السري لأتباع الديانة الجديدة حماية لهم من البطش، الذي لاقاه معتنقوها على أيدي الإمبراطورية الرومانية آنذاك.
وبحسب مراجع تاريخية، تعود قصة زنار السيدة العذراء إلى القديس مار توما الرسول الذي أخذ الزنار من السيدة العذراء، كدليل منها على رؤيته لها تنقلها الملائكة إلى السماء روحاً وجسداً، أما الزنار فطوله 74 سم وعرضه 5 سم و سماكته 3 ملم تقريباً لونه "بيج فاتح" وهو مصنوع من خيوط صوفية طولانية في الداخل (يرجح أنه مصنوع من خيوط كتان وحرير) نسج عليها خطوط من الحرير وطرز الزنار بخيوط من الذهب على سطحه الخارجي وقد تآكل من أطرافه لقدمه.
بدوره قال الأب زهري خزعل كاهن كنيسة السيدة العذراء أم الزنار لوكالة "سبوتنيك":
اليوم تحتفل الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في حمص بافتتاح المقام الجديد لزنار السيدة العذراء، وخاصة في هذه الكنيسة العريقة التي تعود إلى 59 ميلادي، ويوجد فيها مقام زنار السيدة العذراء مريم، الذي دمره الإرهابيون، وبعودة الزنار إلى مكانه في مقام رائع ومهم بسواعد أبناء الكنيسة السريان الموجودين في جميع أنحاء العالم.
ولفت الأب زهري إلى أن المقام هو أيقونة تضاف إلى أيقونات حمص موضحاً أنه بعد تخريبه عادت إليه الحياة ونراها دبت في حمص القديمة مبيناً أن خطة إعادة تأهيل المقام 3 سنوات ولكن ببركة السيدة العذراء نفذت خلال ثمانية أشهر، بسواعد أبناء حمص من المهندسين والآباء الكهنة.