حيث ترى دول التحالف على سبيل المثال أن الأذرع "كما يسمونها" الإعلامية القطرية على سبيل المثال هي الأكثر مساهمة في تأجيج الصراعات خصوصا في الجنوب، وتتهم بعض القوى والأحزاب الجنوبية الإعلام القطري والإيراني بتشويه دورها ومحاولة تأجيج وخلق صراعات وفتن، بما أنشأته من قنوات تختص فقط باليمن، تمولها بعشرات الملايين من الدولارات، وهو ما تنفيه الدوحة..الأمر الذي يدعو للكثير من التساؤلات حول مدى تأثير الدور الإعلامي في الأزمة اليمنية؟
بداية قال الباحث والمحلل السياسي اليمني، الدكتور عبد الستار الشميري، إن الحملات الإعلامية والإقليمية لم يكن لها أي دور في الأزمة أو حتى إطالة أمد الحرب، بل هي شماعة حاولت كل الأطراف تعليق أخطائها عليها.
الجرائم والأخطاء
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "لا ننكر أن هناك حملات إعلامية شرسة رافقت الحرب لكن كانت بمثابة تغطية لأخطاء وجرائم كل الأطراف، تلك التي تسمى حملات إعلامية، جزء كبير منها يتجاوز 70 بالمئة كان صائبا وهدفه أصوات إعلامية تحاول رصد الأخطاء وتصويبها، أي أن تلك القنوات كانت ترصد أخطاء الآخر ولا ترصد أخطاء الجهة التابعة لها، وفي المجموع الكلي، عندما ترصد كل قناة أخطاء الآخر يكون لدينا محصلة بالكثير من تلك الجرائم والأخطاء، لأن الحرب رافقتها انتهاكات كبيرة وجرائم حرب وغيرها".
وأشار الشميري إلى أنه لم يكن للإعلام رغم ما شابه من أخطاء وأكاذيب وفبركات دور كبير، بينما تغطية الحرب وأحداثها والسجون السرية والعلنية و حالات الانتهاك ضد الضحايا المدنيين وغير المدنيين، هذا الجانب كان يقوم به الإعلام على أكمل وجه.
إيران واليمن
وأشار الشميري إلى أن إيران أكثر الدول تأثيرا في الأزمة اليمنية من الجانب الإعلامي، تكاد تكون إيران هي التي اختلقت هذه الأزمة بسبب أطماعها وورائها بعض دول المنطقة، لأنه عندما يتم افتراس اليمن والتي تعد الثور الأسود من أجل الوصول إلى نفط الخليج في السعودية والكويت والإمارات وغيرها، كما أن شبح تصدير الثورة الإيرانية لا يزال يهيمن على المنطقة برمتها وليس دول الخليج فقط.
التزييف والتلفيق
من جانبه قال المحلل السياسي اليمني، صلاح بن لغبر، إن الدور الذي لعبته بعض وسائل الإعلام الإقليمية في حرب اليمن، "تجلى لدينا في أزمة 2011، بل ليس فقط لدينا بل في كل الدول التي حدثت فيها اضطرابات ما سمي بالربيع العربي، لقد رأينا بوضوح مستوى غير مسبوق من التحريض والتزييف والتلفيق، فكانت تلك الحملات عاملا رئيسيا في توسع الصراعات واستمراريتها".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، حاليا نشهد حربا في اليمن منذ 2014 كانت إحدى نتاجات تفتيت الدولة، وحديثا تسبب الحملات الإعلامية التي قادتها إمبراطوريات إعلامية في المنطقة في جزء كبير من الأزمات الراهنة، حيث تسخر من بعض الأطراف في الصراع لصالح أطراف أخرى.
قنوات الدوحة
وتابع بن لغبر، لا يخفى على أحد الحملات الإعلامية التي تقودها قنوات إعلامية تابعة لقطر وإيران ضد مجلس القيادة الرئاسي الذي يكاد يمثل بارقة الأمل الوحيدة التي أفرزتها سنين الجمود والتوهان في الواقع اليمني.
وأشار المحلل السياسي إلى أن "هناك حملات منظمة ضد المجلس وضد شخصياته وللاسف من دول إقليمية من الواضح أنها تسعى لاستمرار الصراع والحروب، وتحارب أي اختراق في هذا الجدار".
ولفت بن لغبر إلى أنه "يكفي القول بأن دولة إقليمية واحدة أنشأت خمس قنوات فضائية يمنية تبث من الخارج وتمولها بعشرات الملايين من الدولارات و تعمل ليلا ونهارا على تأجيج الصراع وخلق المزيد من الفتن وتسخر كل جهودها لإفشال مجلس القيادة الرئاسي، دون أن تسأل نفسها أو يتحرك لها ضمير عن مصير اليمن، حال إنهار المجلس وما سيؤدي إليه ذلك من من فوضى وفتن وبحور من الدماء".
وكان رئيس الوفد المفاوض في جماعة "أنصار الله"، والمتحدث باسمها، محمد عبد السلام، اتهم التحالف العربي بقيادة السعودية، بعدم الالتزام ببنود الهدنة السارية في اليمن، مبرراً عدم موافقة الجماعة على المقترح الأممي لفتح الطرق بارتباط الملف بالوضع العسكري ووقف إطلاق النار.
وقال عبد السلام، حسبما نقل عنه تلفزيون "المسيرة": "اتفاق الهدنة واضح ومعلن وما تم تنفيذه يتحدث عن نفسه.. هناك التزام لا بأس به فيما يتعلق بالعمليات الواسعة، لكن الطيران التجسسي لم يتوقف والطيران الحربي نفذ عدداً من الغارات أدت لسقوط قتلى".
واتهم عبد السلام، التحالف بـ"رفض إدخال الوقود الخاص بالطائرات إلى صنعاء، وجدولة الرحلات"، معتبراً ذلك "أمراً غير مبرر".
وقال المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، الأسبوع الماضي، إن الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا وجماعة "أنصار الله" وافقتا على تمديد الهدنة شهرين آخرين، مشيرا إلى توافقهما على محاولة التوصل اتفاق يقضي بمزيد من التمديد للهدنة.
وأعلن غروندبرغ في الثاني من يونيو/ حزيران الماضي، موافقة الأطراف اليمنية على مقترح أممي بتمديد الهدنة السارية في اليمن منذ أبريل/ نيسان الماضي الماضي، لمدة شهرين قبل أن يتم تجديدها مرة أخرى الأربعاء الماضي.
ويشهد اليمن معارك عنيفة بين جماعة "أنصار الله" وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دوليا مدعوما بتحالف عسكري عربي، تقوده السعودية من جهة أخرى، والذي يسعى لاستعادة مناطق شاسعة سيطرت عليها الجماعة بينها العاصمة صنعاء أواخر 2014.