"يقع العراق في منطقة جغرافية وجيوسياسية مهمة جداً، وبالتالي فإن أي أزمات أو مشكلات تحدث فيه سوف تؤثر بشكل مباشر على عموم المنطقة، لذا تحاول الدول أن تخلق نوعا من الاستقرار في العراق، فالمنطقة لا تتحمل المزيد من الأزمات في ظل ضغوطات الأزمة الأوكرانية وتأثيرها على العالم، فهناك قلق أوروبي لما يجري في العراق والخشية من انزلاق البلاد نحو الحرب الأهلية، فرغم عدم وجود تدخل دولي في الأزمة السياسية العراقية إلا أن هناك بعض الرؤى تقوم بطرحها الدول ذات التأثير في المشهد السياسي العراقي دون محاولة فرض الأجندات الخاصة بها، وهذا الأمر بدأ بتحركات ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جنين بلاسخارت والتي قامت بدور مهم جداً لحل هذه الأزمة، وهناك أيضا العديد من الدول حاولت عرض بعض الحلول التي قد تفضي إلى نتائج لحل الأزمة، لذا نرى اليوم أن خطابات القادة السياسيين بدت هادئة نوعاً ما، فلا يوجد حل لهذه الأزمة إلا بالحوار".
"تلعب إيران دوراً مهماً في رسم ملامح الخارطة السياسية العراقية، فدخول طهران على خط الأزمة الدائرة في العراق حاليا سيكون له تأثير كبير من خلال ضبط إيقاع بعض حلفائها في العملية السياسية، لكن الدور الإيراني في العراق اختلف بعد مفاوضات فيينا، إذ قامت إيران بالابتعاد عن المشهد العراقي لضمان سير المفاوضات التي قد تفضي إلى رفع العقوبات الاقتصادية عنها، وهذا يعد نوعا من التضحية ببعض الأوراق الإيرانية في العراق وسوريا ولبنان واليمن من أجل المصلحة الاستراتيجية لطهران، ومع ذلك فإن تدخلها اليوم في العراق ساهم بمنع الصدام بين القوى العراقية المتصارعة، كون إيران هي المتضرر الأكبر إذا ما اندلع القتال بين المكون الشيعي".