وأكدت الصحيفة، في مقالها الذي نشرته تحت عنوان (أوكرانيا لديها ثلاثة أشهر فقط لمنع خيانة الشتاء)، أن أوكرانيا توشك على دخول فترة من حالة "الضعف الأقصى مع دخول الشتاء، الحليف التقليدي لروسيا".
واعتبر المقال أن الكرملين "قلب موازين الطاقة ضد داعمي كييف الأوروبيين المرتجفين"، حيث سيكون للشتاء في أوروبا "أكبر تأثير استراتيجي على الحرب، ومن المرجح أن تخسر أوكرانيا".
الملل دخل أوروبا والاستياء "هائل"
"نظرًا لأن وسائل الإعلام الأوروبية تشعر بالملل من المشهد الفاتر دون الكثير من القتال، فسوف يتركز الاهتمام بشكل متزايد على الصعوبات الداخلية (في أوروبا)، وسوف تتفاقم الأزمة الاقتصادية".
وجاء في المقال: "سيؤدي استياء الناخبين الهائل الذي أعقب ذلك إلى تركيز انتباه السياسيين وإجبارهم على إعادة النظر في التزامهم غير الحاسم بالفعل تجاه أوكرانيا، وعلى وجه الخصوص، بفرض عقوبات قاسية على روسيا، والتي ثبت أنها لم تحقق التأثير المنشود".
بوتين يعرف كيف يجعل الدول الأوروبية تستسلم
وتابع المقال: "يعرف بوتين كيف يزيد الضغط حتى تستسلم الدول الأوروبية"، كما رأت "تلغراف" أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سيقترح، خلال قمّة العشرين المقرر عقدها في إندونيسيا في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، تحقيق هدنة مع كييف بشريطة أن تحتفظ روسيا بالسيطرة على دونباس، وشبه جزيرة القرم وسلسلة من المناطق المحررة في خضم العملية العسكرية الروسية الخاصة".
واعتبر المقال أن هذه الرسالة التي سيقدمها بوتين ستكون جذابة للرئيس بايدن كما هي جذابة لنظرائه الأوروبيين، حيث تعاني أمريكا أيضًا من أضرار اقتصادية خطيرة، يُنسبها بايدن باستمرار إلى حرب أوكرانيا.
بايدن تحدث لأول مرة عن التنازلات
"ظهرت شخصيته (الرئيس الأمريكي) في مقال نُشر الأسبوع الماضي في صحيفة نيويورك تايمز، حيث حاول استرضاء روسيا بشأن حدود الدعم العسكري الأمريكي لكييف، وكتب أنه لن يضغط على الحكومة الأوكرانية لتقديم تنازلات إقليمية، وهي المرة الأولى منذ عدة أشهر التي يتحدث فيها زعيم قوة كبرى عن احتمال تقديم تنازلات"، أي أن هناك احتمال لتقديم تنازلات من قبل كييف.
وأكد المقال: "سوف يميل القادة إلى قبول عرض بوتين للسلام من خلال رفض دعم زيلينسكي"، مؤكدا أن الأقوال التي زعمت بأن حرب الاستنزاف مفيدة لأوكرانيا "سيتم اختبارها بشدة، وربما بنيت في الأصل على أساس خاطئ.. تمكنت روسيا بمرور الوقت من الاعتماد على مواردها الهائلة وقوتها البشرية"، بينما يعتمد الأوكرانيون بشكل كامل على الأسلحة والمعدات والاستخبارات الأجنبية (الغربية).