وخلّفت الحرائق عشرات القتلى والمصابين في الولايات التي اندلعت بها، فيما طالت أكثر من ألفي هكتار من الأراضي.
وأكد الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمان، أمس الخميس، من ولاية الطارف عن الشروع في تعويض المتضررين من هذه الحرائق "بداية من الأسبوع المقبل".
من ناحيته، قال رئيس لجنة المالية بالمجلس الشعبي الوطني الجزائري "البرلمان"، الصديق بخوش، إن "الجهات القضائية فتحت تحقيقات بشأن شبهات وراء اندلاع الحرائق بشكل واسع ومتزامن".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "الحرائق امتدت لنحو 800 هكتار من الغابات و1300هكتار من الأحراش".
وبحسب البرلماني الجزائري، فإن "الحرائق خلفت نحو 40 قتيلا وعشرات المصابين حتى أمس الخميس، فيما لم يتم حصر الخسائر المادية حتى الآن".
وتحوم شبهات حول افتعال بعض الحرائق التي شهدتها الجزائر خلال الأيام الماضية، بحسب العديد من المصادر الجزائرية.
وأعلنت وزارة العدل عن فتح تحقيقات قضائية ضد مجهولين على إثر الحرائق التي مست عدد من الولايات، وتسببت في وقوع قتلى وجرحى.
وأفاد بيان للوزارة: "على إثر الحرائق التي مست بعض ولايات الوطن التي أدت إلى وقوع العديد من الوفيات وإتلاف المساحات الغابية والنباتية، أمرت نيابة الجمهورية المختصة بفتح تحقيقات قضائية ضد مجهولين حول هذه الوقائع للتأكد من مصدرها إن كان إجراميا وتحديد الفاعلين عند الاقتضاء، قصد متابعتهم قضائيا بالصرامة التي تقتضيها خطورة هذه الافعال وطبقا لقوانين الجمهورية".
في الإطار، قال الخبير الاستراتيجي الجزائري، رمضان بوهيدل، إن "كل الاحتمالات واردة بشأن شبهات جنائية وراء اشتعال الحرائق".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" أن "الحرائق هذا العام طالت المناطق الحدودية مع تونس والجزائر، واندلعت بعد إعلان فتح الحدود مع البلدين وفي تزامن مريب".
ويرى أن "العديد من علامات الاستفهام تحوم حول توقيت الحرائق والأماكن التي اندلعت فيها، خاصة أن هذه الحرائق لم تكن تندلع قبل سنوات".
وأشار إلى أن "الأيادي المخربة والتي تقف وراء هذه الحرائق لها علاقات بالخارج من أجل تنفيذ هذا النوع من عمليات التخريب".
ولفت إلى أن "تخطيط الأمر يشير إلى الإعداد الجيد، خاصة في ظل اختيار توقيت الرياح واتجاهها، وهو ما ساهم في انتشار الحرائق بسرعة كبيرة".
وكشف وكيل الجمهورية لدى محكمة سوق أهراس بالجزائر، أمس الخميس، عن توقيف مشتبه فيه بإضرام النار داخل الغابة المحاذية لحي 400 مسكن.
وبحسب بيان لوزارة العدل الجزائري:" أفضت التحقيقات القضائية الجارية حول حرائق الغابات بدائرة الاختصاص إلى توقيف مشتبه فيه بإضرام النار داخل الغابة المحاذية لحي 400 مسكن، حيث تبين بعد تفتيشه من طرف مصالح الأمن أنه كان يحمل ثلاث ولاعات، يتعلق الأمر بالمدعو (ق .س) البالغ من العمر 29 سنة، مسبوق قضائيا".
وتابع البيان: "تاريخ اليوم تم تقديم المعني أمام النيابة وفتح ضده تحقيق قضائي وضد كل من يكشف عنه التحقيق لجنايات وضع النار عمدا في الغابات، الحريق العمدي المؤدي لوفاة أشخاص وإحداث جروح وعاهات مستديمة، الأفعال المنصوص والمعاقب عليها بالمواد 396، 396 مكرر و399 من قانون العقوبات"، بحسب صحيفة "الشروق" الجزائرية.
وفي وقت سابق، أوقفت عناصر الفرقة الإقليمية للدرك الوطني، في بلدية بحيرة الطيور بولاية الطارف، ثلاثة أشخاص أضرموا النار عمدا في محاصيل زراعية موضوعة في أكوام وحزم مملوكة للغير.
وبحسب بيان صادر عن المجموعة الإقليمية للدرك الوطني، فقد "تمت الإطاحة بـ3 أشخاص ينحدرون من ولاية الطارف وتتراوح أعمارهم بين 40 و70 سنة قاموا بإضرام النار عمدا في محاصيل زراعية".
وفي وقت سابق، تعرف خبراء في الأدلة الجنائية بالجزائر، يوم الخميس، على 18 جثة متفحمة تعود لضحايا حرائق الغابات في ولاية الطارف.