الجزائر- سبوتنيك. وحول هذه الزيارة، قال الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي، عادل أورابح، في مقالة مع "سبوتنيك": "طابع ومدة الزيارة، يدل جليا على أنها بالغة الأهمية من حيث العلاقات المباشرة بين البلدين، فهي تأتي بعد التشنج، الذي شهدته العلاقة خلال العامين الماضيين، ويبدو أنها أجلت في السابق بسب ذلك".
وأضاف: "هذا يعطي الانطباع على وجود رغبة ثنائية، لوضع الخلافات حول ملف الذاكرة جانبا، وتركيز العلاقات على ملفات ذات أهمية بالغة؛ ليس فقط على صعيد العلاقات الثنائية، وإنما على صعيد جيوسياسي أشمل، يهم العلاقات الأورومتوسطية ككل".
وتابع أورابح: "الجزائر اليوم في موقع تفاوضي جيد، بفعل دورها كمُورد أساسي للغاز بالنسبة لدول جنوب أوروبا، في ظل السياق الحرج الناتج عن الحرب الروسية – الأوكرانية (العملية العسكرية الخاصة لحماية سكان إقليم دونباس)، وكذلك كدولة محورية محتملة في مجال الاستثمارات، في الطاقات المتجددة، وعلى رأسها الهيدروجين الأخضر".
وعلى الصعيد الأمني، قال المحلل السياسي الجزائري: "هناك تقارب ممكن جدا بخصوص الملف المالي، ووجود إشارات فرنسية جدية بخصوص دعمها لتنفيذ فعلي لاتفاق الجزائر للسلم والمصالحة في مالي، الموقع سنة 2015."
وأردف أورابح: "الجزائر بدورها مدركة لأهمية الدور الفرنسي في صنع القرار الأوروبي، العلاقات مع دول تضع الجزائر في صدارة اهتماماتها الاقتصادية، كإيطاليا وألمانيا، يمكن أن تكون أكثر حيوية بوجود علاقات مستقرة مع فرنسا."
وأعلن ماكرون، بمناسبة الذكرى الستين لاستقلال الجزائر، في رسالة نشرها موقع الإليزيه "عن تمنياته بتعزيز العلاقات القوية بالفعل بين البلدين"، مؤكدا "التزامه بمواصلة عملية الاعتراف بالحقيقة، والمصالحة بين ذاكرتي الشعبين الجزائري والفرنسي".