وبحسب صحيفة "النهار" الجزائرية، سلمت الجزائر طلبية لشركة "إيركوت" الروسية المصنعة لقاذفات المياه العملاقة، لمعالجة مشكلة حاجتها لوسائل إطفاء جوية سريعة وفعالة للحرائق، تصل إلى المناطق الوعرة التي يتعذر على شاحنات وأعوان الحماية المدنية الوصول إليها.
وقال مراقبون إن الجزائر تسعى للحصول على الطائرات الروسية في ظل الحرائق المتكررة كل عام، وأنها تأتي في خضم التعاون الضخم بين البلدين في الجانب العسكري، معتبرين أن التعاون بينهما مستمر ودائم، وقد يطول جوانب أخرى في الفترة المقبلة.
علاقات قوية
قال عبد السلام باشاغا، البرلماني الجزائري، ورئيس المجموعة البرلمانية للصداقة الجزائرية الروسية، إن العلاقات الجزائرية الروسية قوية ومتينة، منذ استقلال الجزائر، والتعاون بينهما ليس وليد اللحظة، في ظل علاقات قوية واستراتيجية طويلة منذ توقيع اتفاق الشراكة بين البلدين في عام 2001.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "سبوتنيك" أن الإعلان عن قرب استلام الجزائر لطائرات مكافحة الحرائق الروسية لمعالجة مشاكل وسائل إطفاء الحريق، تأتي ضمن الاتفاقية التي تم توقيعها العام الماضي، وتحديدا بعد الحرائق التي شهدتها الجزائر في عام 2021، مؤكدا أن إجراءات الصفقة توصلت لهذه المرحلة المتقدمة.
وأكد البرلماني الجزائري أن هذه الصفقة تأتي امتدادا لصفقات أخرى، ومجالات تعاون مختلفة، قد تكون في مجال التجهيزات العسكرية وصناعة الأسلحة، وغيره من الأشياء التي تمتاز بها روسيا، مؤكدا على أن هناك تناميا لمجالات التعاون بين موسكو والجزائر.
ويرى باشاغا أن الجزائر ترحب بتعاون دائم مع روسيا، باعتبارها شريك استراتيجي يفي بالتزاماته، كما ترى روسيا نفس الأمر في الجزائر، وهو ما يعني سلاسة في التعاون الثنائي بين البلدين ما يمهد لعقد مثل هذه الصفقات.
وأوضح رئيس المجموعة البرلمانية للصداقة الجزائرية الروسية، أن هناك تفاوضا بين الجزائر وروسيا لإعادة مراجعة الاتفاقيات الموقعة بينهما، بما يجعلها أكثر استراتيجية، ومن المقرر مناقشتها خلال اللجنة العليا الحكومية المشتركة بين البلدين، وخلال الزيارة المرتقبة للرئيس الجزائري لموسكو خلال الفترة القادمة.
تعاون دائم
بدوره أوضح أكرم خريف، الخبير العسكري والأمني الجزائري أنه من المقرر أن تستلم الجزائر أول قاذفة مياه روسية لمكافحة الحرائق في نهاية العام الجاري، والطائرة الثانية في الصيف المقبل، حيث طلبت الجزائر 4 طائرات روسية من طراز "بيريف بي إي 200"، مع إمكانية الحصول على 4 طائرات أخرى في وقت لاحق.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، تأتي هذه الطائرات بناء على مطالب جزائرية من موسكو في نهاية شهر أغسطس/ آب من العام الماضي، وتبعه توقيع العقود في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وذلك بعد الحرائق التي شهدتها الجزائر الصيف الماضي وأودت بحياة 200 مواطن.
وقال إن الجزائر لجأت لروسيا باعتبارها الدول الوحيدة في العالم الآن، التي تصنع طائرات في مجال مكافحة الحرائق، والطائرات الروسية هي الوحيدة القادرة على تلبية رغبة الجزائر في هذا الصدد، في ظل التعاون الدائم مع موسكو.
وبشأن التعاون بين روسيا والجزائر، وإمكانية تطويره الفترة المقبلة، أضاف خريف أن الجزائر من بين الثلاث دول الأولى في التعاون العسكري مع روسيا، وذلك منذ سنوات طويلة، قبل عام 2007 على الأقل.
وأكد الخبير العسكري والأمني أن الجزائر أول مستورد للأسلحة الروسية العالمية، من قبل جمهورية مصر العربية، مشددا على أن بلاده من أكبر المتعاونين مع روسيا في مجال الطيران ومجال الأسلحة بشكل خاص، وأن هذا التعاون مستمر على قدم وساق ولن يتوقف.
وقالت وزارة الدفاع الجزائرية، العام الماضي، إنها اختارت مصنعا روسيا للحصول بشكل عاجل على 4 طائرات برمائية قاذفة للمياه متعددة المهام من صنع روسي ذات محركات مزدوجة قدرتها الاستيعابية (13 ألف لتر)، ويمكنها التدخل لمكافحة حرائق الغابات في الظروف الجوية القصوى والمعقدة.
وأوضحت الوزارة وقتها أن هذه الطائرات القاذفة للمياه ذات سمعة عالمية، أثبتت نجاحها، خلال استخدامها في مكافحة حرائق الغابات التي اندلعت في العديد من دول العالم مؤخرا وستعطي دعما قويا لجهود الدولة في مكافحة ومواجهة الحرائق بفعالية وسرعة.
وطائرة "بيريف بي إي 200" عبارة عن طائرة برمائية متعددة المهام تم تصميمها من قبل شركة "بيريف" للطيران الروسية، وتمت الرحلة الأولى في عام 1998 وشوهدت الطائرة لأول مرة في معرض باريس الجوي 1999.
تم تطوير "بيريف بي إي 200" لأول مرة لمهام مكافحة الحرائق، ويمكن أن تقلع وتهبط على الماء ويمكن أن تصل حمولتها إلى 12 طنا من الماء.
ويمكن أن تصبح الطائرة متعددة المهام للشحن أو طائرة ركاب أو كطائرة برمائية لمكافحة الحرائق. ويمكن أيضا تجهيز الطائرة لمهمات خاصة، مثل سيارة إسعاف جوية لـ 30 مريضا نقالة وسبعة مرضى جالسين أو طاقم طبي.