الأسد الأب وصل قبل 14 سنة إلى قطاع غزة، وكان عمره 6 أشهر ولاقى عناية كبيرة من المختصين في الحديقة، ولكن الجهود الحثيثة في إبقاء أطفاله على قيد الحياة منذ ذلك الوقت باءت بالفشل، ويقول مربي الأسود عبد الهادي حمودة لوكالة "سبوتنيك":
على مدار أقل من 7 سنوات، نفق نحو 70-80 شبلاً، داخل الحديقة بعد ولادتهم بساعات قليلة، بسبب التهامهم من قبل اللبؤة الأم، وبسبب تخلّيها عن إرضاعهم وتغذيتهم، ولقد اتبعنا أسلوباً بدائياً من خلال حبس اللبؤة داخل قفص، وإرضاع الأشبال بشكل يدوي في حال تخلي اللبؤة عن الرضاعة، ولقد نجحنا لغاية الآن في هذا العمل، والأشبال تتمتع بصحة جيدة.
3 أشبال أسود تصارع للبقاء على قيد الحياة في غزة
© Sputnik . Ajwad Jradat
ومن خلال أحد العاملين في الحديقة يقترب الشبل من أمه لكي ترضعه بحذر شديد ومراقبة، لمنع موته تحت أنيابها، وتتكرر هذه العملية مع الأشبال الباقين، وتحتاج الأشبال حديثة الولادة، إلى تطعيمات وأدوية خاصة، لكن النوعيات المتواجدة في القطاع ذات جودة منخفضة بالمقارنة مع التطعيمات في الخارج كما يقول عبد الهادي حمودة، ويضيف لـ"سبوتنيك": "ارتفاع ثمن التطعيمات والأدوية ذات الجودة الجيدة، فضلاً عن صعوبة إيصالها لقطاع غزة، بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر لأكثر من 15 عام، تشكل عائقاً أمام المحافظة على حياة هذه الحيوانات".
3 أشبال أسود تصارع للبقاء على قيد الحياة في غزة
© Sputnik . Ajwad Jradat
ويلاحظ العاملون في الحديقة تأثر الأسود بسبب الحرب، فكما لا يسلم شيء في قطاع غزة من الحروب، كذلك فإن الأسود لا تسلم، فهي تسمع الأصوات العالية للصواريخ وتهيج في الحديقة، وتؤذي نفسها، لشعورها بالخطر، أو ربما لأنها تريد أن تعبر عن خوفها بزئيرها المضطرب.