الحكومة اليمنية تتهم "أنصار الله" بتقويض جهود تمديد الهدنة الأممية السارية في البلاد

اتهمت الحكومة اليمنية جماعة "أنصار الله"، اليوم الاثنين، بتحدي جهود إنهاء الحرب في اليمن، وتهديد هدنة الأمم المتحدة السارية في اليمن حتى مطلع أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وذلك عشية إعلانها صد هجوم واسع للجماعة في محافظة تعز جنوب غربي اليمن.
Sputnik
القاهرة- سبوتنيك. وقال وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، في اتصال هاتفي مع المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ، حسب ما نقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" الحكومية، إنه "في الوقت الذي ينتظر فيه المواطنون في تعز خصوصاً وكافة أنحاء اليمن اخباراً برفع الميليشيات الحوثية حصارها الوحشي على محافظة تعز المستمر منذ اكثر من سبع سنوات، فإنه على العكس من ذلك وفي تحدٍ للمجتمع الدولي واستخفاف كامل بالجهود الدولية، قام الحوثيون بشن هجوم عنيف على منطقة الضباب غرب مدينة تعز في محاولة للسيطرة على المنطقة وقطع الشريان الوحيد الذي يربط مدينة تعز بمحافظة عدن".
وأضاف أن "هذا العدوان العنيف لا يمثل فقط تحدياً صارخاً للمبادرات والمساعي الرامية لإنهاء الحرب وتحقيق السلام، بل أنه يهدد بشكل واضح استمرار الهدنة ويقوض الجهود المبذولة لتمديدها".
وطالب بن مبارك، المبعوث الأمريكي بـ"إدانة هذه الأعمال الإجرامية التصعيدية وممارسة أقصى درجات الضغط والتحرك مع المجتمع الدولي لضمان إلزام الحوثيين بوقف إطلاق النار ومنع خروقاتهم العسكرية المستمرة للهدنة"، على حد تعبيره.
من جانبه، أعرب المبعوث الأمريكي عن "إدانته لكافة الاختراقات وأي تصعيدات عسكرية تتعارض مع الهدنة الأممية"، مؤكداً "أهمية الالتزام من الجميع بالهدنة وضبط النفس والعمل على تجنب أي انتهاكات سيكون المتضرر منها في الدرجة الرئيسية كل المدنيين في اليمن".
وفي وقت سابق من اليوم، أعلن الجيش اليمني صد هجوم لجماعة "أنصار الله"، على مواقع عسكرية له غرب مدينة تعز، وتكبيد منفذيه 23 قتيلاً ونحو 30 جريحاً بينهم قيادات ميدانية، إثر معارك عنيفة بين الجانبين استمرت 10 ساعات أسفرت عن مقتل 10 جنود وإصابة 7 آخرين.
اليمن.. مقتل 6 جنود من الجيش إثر معارك عنيفة مع جماعة "أنصار الله" في تعز
وفي الثاني من الشهر الجاري، أعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، اتفاق الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله" على تمديد الهدنة في اليمن، للمرة الثانية لمدة شهرين إضافيين تنتهي في الثاني من أكتوبر المقبل، مؤكداً التزام الطرفين بتكثيف المفاوضات للوصول إلى اتفاق هدنة موسَّع في أسرع وقت ممكن.
وتتضمن بنود الهدنة السارية في اليمن منذ الثاني من أبريل/نيسان الماضي، إيقاف العمليات العسكرية الهجومية براً وبحراً وجواً داخل اليمن وعبر حدوده، وتيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة غرب اليمن، خلال كل شهرين.
كما تتضمن الهدنة السماح برحلتين جويتين من وإلى مطار صنعاء الدولي أسبوعياً، وعقد اجتماع بين الأطراف للاتفاق على فتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات لتحسين حرية حركة الأفراد داخل اليمن.
ويشهد اليمن منذ نحو 8 أعوام معارك عنيفة بين جماعة "أنصار الله" وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دولياً مدعوماً بتحالف عسكري عربي، تقوده السعودية من جهة أخرى لاستعادة مناطق شاسعة سيطرت عليها الجماعة بينها العاصمة صنعاء وسط البلاد أواخر 2014.
وأودى الصراع الدائر في اليمن منذ اندلاعه بحياة أكثر من 377 ألف شخص، 40 % منهم سقطوا بشكل مباشر، حسب تقرير للأمم المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
مناقشة