تحذيرات من تمكين "كتائب الإخوان والجماعة المقاتلة" في العاصمة الليبية… مصادر خاصة تكشف التفاصيل

قالت مصادر ليبية من غرب ليبيا، إن جولة أخرى من الاشتباكات محتملة خلال الفترة المقبلة، تعد لها الأطراف في الغرب الليبي.
Sputnik
وأوضحت المصادر في حديثها لـ"سبوتنيك" أن تحالفات تجرى الآن مع بعض المجموعات والكتائب، التي لم تشارك في الاشتباكات التي وقعت قبل أيام.
اللافي يرأس حلقة نقاش حول مشروع المصالحة الوطنية في ليبيا
وتقول المصادر إن الطيران المسيّر شارك في الاشتباكات التي جرت قبل أيام (ولم تؤكده الجهات الرسمية)، وأن عودة بعض الكتائب العسكرية قبل وصولها إلى العاصمة كان بسبب الطيران المسير، الذي حسم المعركة لصالح الدبيبة.
واستندت المصادر إلى عودة عبد الحكيم بلحاج، زعيم الجماعة الليبية المقاتلة قبل فترة قصيرة إلى ليبيا، حيث أوضحت أن المشروع الذي جاء به هو تمكين تيارات الإسلام السياسي من العاصمة.
ليبيا.. تجدد الاشتباكات في عين زارة بالعاصمة طرابلس بين قوات الدبيبة وأخرى للكتيبة 77
وكشفت المصادر أن أجهزة استخبارية غربية على رأسها "بريطانيا" تدخلت في الوضع بشكل مباشر، وأنها كانت وراء توقيت المعركة والدفع بالدبيبة وقواته للهجوم على المعسكرات قبل تجهيز الطرف الآخر بشكل كامل.
من ناحيته قال أحمد الشركسي، عضو ملتقى الحوار السياسي الليبي، إن التدخل التركي المباشر عبر استخدام الطيران المسير قلب الموازين لصالح طرف، لكن ما حدث يعد جولة فقط وليست نهاية الحرب.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" أن التدخل التركي المباشر سيغير قواعد الحرب وقواعد التحالفات، وأن الأزمة كانت ليبية وأصبحت بالتدخل التركي إقليمية، ما يعني أن الحرب بدأت الآن فقط في ليبيا بشكل أوسع.
ولفت إلى أن النزاع على الشرعية وعدم قدرة الأطراف الفاعلة من الحصول على مكاسبها السياسية باستخدام الأدوات السياسية يجعلهم يلجؤون لاستخدام الأدوات العسكرية.
ليبيا... اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة في مناطق متفرقة بالعاصمة طرابلس
وشدد على أن الجمود السياسي يساويه التحرك العسكري وأن المطالب بالذهاب باتجاه الانتخابات هدفه تحريك الأدوات السياسية وإبعاد شبح استخدام الأدوات العسكرية.
ويرى أن من أفشل "انتخابات ديسمبر/ كانون الأول" يتحمل تبعات الحرب، وعلى رأسهم حكومة الدبيبة.
يشار إلى أن قوة حماية الدستور التي شكلها الدبيبة بعد استلامه السلطة ويمولها بشكل مباشر هي نواة "الحرس الوطني" الذراع العسكري للإخوان المسلمين، وهو المشروع الذي تعمل عليه الجماعة منذ العام 2012.

وفي هذا الإطار، قال محمد الزبيدي، أستاذ القانون الدولي الليبي، إن "ميليشيا الإسلام السياسي فرضت سيطرتها على العاصمة وأنها تسعى لتصفية الميليشيات الأخرى غير التابعة لنفس الأيدولوجية".

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" أن الانتصار الذي حدث في المعركة الأخيرة يحسب لجماعة الإخوان، خاصة أن الميليشيات، التي تحمي الدبيبة تمثل الذراع العسكري لجماعات الإسلام السياسي.
واتفق حول حسم تركيا المعركة لصالح الدبيبة بصورة سريعة، لكنه استبعد قدرة الكتائب المساندة لحكومة فتحي باشاغا، على دخول العاصمة مرة أخرى بشكلها الحالي.
ولفت إلى أن الدبيبة سلح قوة "حماية الدستور" و"القوة المشتركة" بأحدث الأسلحة، وأنهما يتبعان الدبيبة بشكل مباشر في الوقت الراهن.
وشدد الزبيدي على أن بعض الدول تساند الدبيبة وتمكين تيارات الإسلام السياسي من المشهد في العاصمة.
وبحسب الزبيدي، فإن الفترة المقبلة قد تشهد اشتباكات داخل العاصمة بين الميليشيات الموجودة هناك، خاصة بعد أن خرجت الميليشيات، التي تقف في مقابل التيارات المتشددة هناك.
الدبيبة يعلن دحر "العدوان على طرابلس" واتخاذ جملة من الإجراءات منها ملاحقة المتورطين
وتتبادل الأطراف الليبية الاتهامات بشأن زعزعة الاستقرار ودفع الأوضاع إلى دائرة الحرب، فيما يتحدث الطرفان عن ضرورة إجراء الانتخابات البرلمانية.
وأعلنت وزارة الصحة الليبية، في وقت سابق، أن إجمالي ضحايا الاشتباكات بلغ 32 قتيلا، و159 جريحا.
وحملت حكومة فتحي باشاغا، المكلفة من البرلمان الليبي، حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الدبيبة مسؤولية الاشتباكات في طرابلس.
ومن جهة أخرى، أكد القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر، في كلمة ألقاها في مدينة الكفرة جنوبي ليبيا أمس الاثنين، أن الجيش الليبي لن يقف متفرجا أبدا على ما تشهده البلاد من أحداث مؤخرا.
المدعي العام العسكري في ليبيا يأمر بمنع سفر باشاغا والجويلي وآخرين على خلفية أحداث طرابلس
وقال حفتر: "على الغافلين أن ينتبهوا... لم نبن الجيش الوطني ليقف متفرجا على ليبيا يجرها العابثون إلى الهاوية".
وأكدت مصادر برلمانية أن رئيسي المجلس الأعلى للدولة والبرلمان يلتقيا خلال الأيام المقبل لبحث الانسداد السياسي، وأن اللقاء المرتقب قد يعقد في القاهرة.
مناقشة