وأشار شينار، في مقابلة مع "وكالة سبوتنيك"، إلى ارتفاع مستوى عدم الرضا عن سياسة ماكرون في أفريقيا، وقال: "النقد النشط له يأتي من 4-5 مستعمرات فرنسية سابقة. يحاول ماكرون بتصريحاته، تحويل استياء السكان من نفسه إلى لاعبين آخرين. بدأت العديد من المستعمرات الفرنسية السابقة، المستقلة بالمعنى السياسي، ولكن لا تزال غير حرة من الناحية الاجتماعية والاقتصادية، في إظهار رد فعل سلبي على نحو متزايد تجاه سياسة الاستعمار الجديد لفرنسا. إن لخطاب ماكرون العدواني في أفريقيا آثار سلبية على السياسة الخارجية الفرنسية".
وأضاف: "ترى فرنسا في تقدم تركيا وروسيا والصين في القارة تهديدًا لسياستها. هذا هو سبب التوتر الروسي الفرنسي الأخير في أفريقيا. يحاول ماكرون إفساد صورة روسيا في أفريقيا باستخدام شركة فاغنر العسكرية الخاصة لهذا الغرض. إنه يستخدم نفس الاستراتيجية مع الصين من خلال دبلوماسية الديون وصفقات الاستثمار غير المتكافئة".
وشدد على أن وجهات النظر السياسية والاستراتيجية لماكرون والرئيس الجزائري تبون لا تتطابق ، قائلا: "ماكرون يريد أن يكون القائد الذي سيحدد مسار الأحداث في شمال أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط. في هذا السياق، يبذل جهودا نشطة لإرضاء اللاعبين الرئيسيين، وخاصة تركيا".
وأضاف: "بالنظر إلى حقيقة أن الجزائر لها موقع استراتيجي مهم في كل من شمال أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط ، وأن المنطقة الواقعة جنوب الصحراء هي بوابة استراتيجية لأفريقيا، فمن الواضح تماما أن فرنسا تنتهج سياسة استعمارية جديدة تجاه هذا البلد. ومع ذلك، فإن معارضة هذه السياسة من الجزائر بقيادة تبون تقلق ماكرون بشدة، وكذلك تطوير تبون لعلاقات وثيقة مع تركيا، التي تعتبرها فرنسا منافسًا مهمًا في المنطقة".
وختم: "قلق الزعيم الفرنسي من الوجود التركي في المنطقة واضح. في الوقت نفسه، فإن العلاقات الثنائية التي ستطورها تركيا مع دول المنطقة ستعطي دفعة كبيرة لسياسة أنقرة الخارجية ويمكن أن توجه ضربة خطيرة للاستراتيجية الاستعمارية الجديدة الفرنسية. ميزة تركيا أنها تبني علاقاتها مع الدول الأفريقية على مبدأ المنفعة المتبادلة، وكذلك موقفها المتقبل لدول ما بعد الاستعمار في المنطقة من الناحية التاريخية والسياسية".
يذكر أن ماكرون، خلال زيارته الرسمية للجزائر، قال إن هناك بعض الشبكات في تركيا وروسيا والصين تظهر نشاطًا وخططًا استعمارية وإمبريالية جديدة وتعارض فرنسا.