تصطف التحف النحاسية الدمشقية بزهوٍ في صالة (المركز الثقافي العربي) في منطقة (أبو رمانة) وسط العاصمة السورية، تخالطها الأضواء المنعكسة عن الثريات القديمة الساحرة، فيما تعبق روائح الزيوت العطرية الشامية في الأرجاء.
وفي تجمّع مبهر لـ "أيقونات الهوية الدمشقية"، انطلقت على التوازي فعاليات لمعرض وندوة الحرف اليدوية التراثية والتقليدية تقيمه حاضنة دمر المركزية للفنون الحرفية.
أيقونات التراث السوري.. عوالم من الإبهار المضمخ بالضياء
© Sputnik . Mohammad Damour
ويضم المعرض مجموعة من المنتجات التي تجسد التراث السوري بشكل عام، والدمشقي بشكل خاص، كالزجاج الفينيقي والأثريات النحاسية والتشكيلية والتحف المحفورة والثريات الشرقية وتنزيل الصدف على الخشب والزيوت العطرية والأدوات الموسيقية.
"شيخ كار" الفنون النحاسية والتشكيلية، عدنان تنبكجي، تحدث لـ "سبوتنيك" عن هذه الفعالية المميزة التي جمعت الحرفيين وشيوخ الكار والفنانين في ملتقى لعرض إبداعاتهم، وقال: "نسعى من خلال إقامة هذا المعرض اليوم لإيصال رسالة للعالم بأن تراثنا السوري الذي نعتز به باقٍ، وأن حرفنا المميزة هي ما تشكل هويتنا وسنحافظ عليها من الاندثار".
أيقونات التراث السوري.. عوالم من الإبهار المضمخ بالضياء
© Sputnik . Mohammad Damour
وتابع تنبكجي: "اليوم نقيم دورات تدريبية في حاضنة دمر المركزية لنحو 2200 متدربا للحفاظ على الحرف التراثية من الاندثار، ونأمل أن يمرر هؤلاء المتدربون المهن للأجيال القادمة، فهذه الحرف لا تجسد هويتنا فقط، بل كانت وما زالت تحرك عجلة الاقتصاد السوري، وتؤمن دخل جيد للعاملين بها كونها مرغوبة من قب السياح".
أيقونات التراث السوري.. عوالم من الإبهار المضمخ بالضياء
© Sputnik . Mohammad Damour
من جانبه، تحدث الباحث والموثق للتراث السوري، محمد مصري، عن أهمية المعرض في نشر الثقافة الحرفية والتعريف بالمبدعين السوريين الذين أثبتوا وجودهم وإبداعهم بمنتجاتهم، لافتاً إلى أن الحرب الإرهابية التي ألمت بالبلد قد انعكست أيضاً على التراث السوري، إلا أن جهود السوريين بالحفاظ عليه ونشره وإرداتهم بإيصال رسالتهم إلى العالم بأسره كانت أقوى من الحرب.
أيقونات التراث السوري.. عوالم من الإبهار المضمخ بالضياء
© Sputnik . Mohammad Damour
أيضاً بين مدير حاضنة دمر للفنون الحرفية، لؤي شكو، أن المعرض يعطي قيمة مضافة للحرفيين ويشجعهم على استثمار شغفهم بالمنتج اليدوي السوري ما يحفزهم على الإبداع.
وأشار شكو إلى الخسائر التي طالت مجال الحرف التراثية السورية، بدءاً من هجرة الحرفيين، إلى نقص المواد الأولية نتيجة الحصار الغربي الجائر على سوريا، وليس انتهاءً بصعوبة الترويج لهذه المنتجات مع القيود السياحية على سوريا.
أيقونات التراث السوري.. عوالم من الإبهار المضمخ بالضياء
© Sputnik . Mohammad Damour
الفنانة التشكيلية، نجوى الشريف، تحدثت عن شغفها بتجديد التراث السوري وتعليمه للأجيال ونجاحها في استبدال المواد الأولية التي تم فقدانها في الأسواق جراء الحصار، كما تقوم بتدريب السيدات على أن يصنعوا شيئاً من اللا شيء، والاستفادة من الموارد المتاحة لتأمين دخل مادي إضافي وتحسين ظروف المعيشة.