مسؤول في حكومة صنعاء يكشف لـ"سبوتنيك"محددات استمرار الهدنة وتحقيق السلام في اليمن

محافظة عدن جنوب اليمن 3 مارس 2022
قال مستشار وزارة الإعلام في حكومة الإنقاذ بالعاصمة اليمنية صنعاء، توفيق الحميري، اليوم الخميس، إن "الهدنة هى وضع مؤقت، واستمرارها يتوقف على 3 محددات.
Sputnik
وأشار إلى أن الثلاثة محددات هي فتح مطار صنعاء، وإتاحة المجال للسفن النفطية، وفتح المنافذ البرية والبحرية، بالإضافة إلى صرف مرتبات موظفي الدولة، تلك هى المسارات التي ترتبط بها الهدنة.
وأضاف في اتصال هاتفي مع "سبوتنيك": "أما ما يتعلق بعملية السلام فهى محددة أيضا بـ3 محاور، أولها مغادرة تحالف العدوان للبلاد بشكل كامل ورفع اليد عن الجمهورية اليمنية وإيقاف العدوان ورفع الحصار".
وتابع الحميري: "أما ما يجري خلال الهدنة، فإن تحالف العدوان يستخدم الأمم المتحدة للالتفاف وتقديم الوعود غير منضبطة، كما أن المنظمة الدولية تقدم نفسها أيضا كبديل سياسي مفاوض عن العدوان، من خلال الإحاطات الأممية غير الدقيقة، وعدم جديتها في القيام بدورها ومهامها".
وأردف: "وقد أوجد هذا الأمر قناعة بأن لدينا وفد وطني جاد فيما يطرحه ويقدمه من نقاط، على عكس ما يواجهه من أطراف العدوان، إذ نجد طرفا يتموضع عسكريا، وآخر غير جاد في متطلبات الهدنة، فمثلا نجد في جبهة حيس (جنوب الحديدة) الحرب مستمرة تحت "خروقات".
وأشار مستشار وزارة الإعلام إلى أن "اليمنيين رجال سلم ورجال حرب أيضا، وفيما يتعلق بالهدنة نحن نلتزم بمقترح طرح من قبل اللجنة العسكرية خلال الأيام الماضية، وفي حال كسر الهدنة فإن صنعاء لديها استعداد كبير جدا فوق ما يتصوره تحالف العدوان، وما بعد الهدنة لن يكون كما كان قبلها، فالجيش واللجان الشعبية لديه استعدادات تفوق حسابات تحالف العدوان".
"أنصار الله" تقدر خسائر قطاع الكهرباء في اليمن جراء عمليات التحالف العربي بنحو 24 مليار دولار
واتهمت جماعة "أنصار الله" اليمنية، التحالف العربي بقيادة السعودية، اليوم الخميس، باحتجاز 4 سفن محملة بالوقود مصرح لها من الأمم المتحدة بالدخول إلى ميناء الحديدة غربي اليمن.
وقال المتحدث باسم شركة النفط اليمنية في صنعاء، عصام المتوكل، عبر "تويتر": "في خرق جديد للهدنة المؤقتة تحالف العدوان بقيادة أمريكا [في إشارة إلى التحالف العربي بقيادة السعودية] يحتجز 4 سفن وقود (سفينتان ديزل وسفينتان بنزين) ليصبح عدد السفن المحتجزة 9 سفن وقود".
وأضاف: "أمام هذه الخروقات لم نلمس تحركاً إيجابياً من المبعوث الأممي".
وذكر أنه: "مُنذ التمديد الأخير للهدنة وحتى الآن لم يُسمح بدخول أي سفينة وقود إلى الحديدة".
وفي يوم الجمعة الماضي، اتهمت "أنصار الله" التحالف بعدم الالتزام ببنود الهدنة التي تنص على السماح بدخول 54 سفينة إلى ميناء الحديدة دون قيود، مشيرة إلى وصول 33 سفينة وقود فقط منذ سريان الهدنة، مؤكدة استمرار التحالف في احتجاز 3 سفن منها سفينتا مازوت خاصة بقطاع الكهرباء وأخرى ديزل جميعها حاصلة على تصاريح من الأمم المتحدة.
وجاء اتهام "أنصار الله" قبل أن تعلن الجماعة يوم السبت الماضي، احتجاز التحالف سفينة ديزل، وتوجه يوم أمس الأربعاء اتهاما مماثلا باحتجاز سفينة غاز.
وفي الثاني من أغسطس/آب الماضي، أعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، اتفاق الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله" على تمديد الهدنة في اليمن، للمرة الثانية لمدة شهرين إضافيين، تنتهي في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، مؤكدا التزام الطرفين بتكثيف المفاوضات للوصول إلى اتفاق هدنة موسّع في أسرع وقت ممكن.
وتتضمن بنود الهدنة السارية في اليمن منذ الثاني من نيسان/ أبريل الماضي، إيقاف العمليات العسكرية الهجومية برا وبحرا وجوا داخل اليمن وعبر حدوده، وتيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة، خلال كل شهرين.
كما تتضمن الهدنة السماح برحلتين جويتين من وإلى مطار صنعاء الدولي أسبوعيا، وعقد اجتماع بين الأطراف للاتفاق على فتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات لتحسين حرية حركة الأفراد داخل اليمن.
ويشهد اليمن منذ نحو 8 أعوام معارك عنيفة بين جماعة "أنصار الله" وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دولياً مدعوماً بتحالف عسكري عربي، تقوده السعودية من جهة أخرى لاستعادة مناطق شاسعة سيطرت عليها الجماعة بينها العاصمة صنعاء وسط البلاد أواخر 2014.
وأودى الصراع الدائر في اليمن منذ اندلاعه بحياة 377 ألف شخص، 40 في المئة منهم سقطوا بشكل مباشر، حسب تقرير للأمم المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي
مناقشة