اليمن… ما الرسائل التي يحملها الاستعراض العسكري لـ"أنصار الله" في الحديدة؟

اعتبر الكثيرون أن العرض العسكري لـ "أنصار الله" في محافظة الحديدة، يمثل خرقا للاتفاق الموقع مع الحكومة الشرعية في السويد، خاصة أنه يتزامن مع الهدنة التي تم التوصل إليها بين الطرفين.
Sputnik
لكن "أنصار الله" ترى أن تقوية وتطوير القوات البحرية هي أحد دعائم الوصول لسلام شامل.

كيف يؤثر العرض العسكري لـ "أنصارالله" على مسار الهدنة واتفاق السويد؟

بداية، يقول الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني العميد عزيز راشد، إن "الهدف من الاستعراض العسكري في الحديدة وغيرها، هو توجيه رسالة إلى العدو، الذي يقوم بعمليات قصف يومية تصل ما بين 20 - 50 طائرة مسيرة واختراق جبهات الساحل الغربي وخصوصا في منطقة "حيس" وصعدة وأيضا في مأرب والمحافظات الجنوبية.

حق مشروع

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" أن "هذا العرض العسكري هو من حق الدولة اليمنية وهو أيضا حق لكل دولة في العالم، ونحن نأسف أن تدخل الأمم المتحدة وتحشر نفسها في هذا الجانب، ونطالبها بأن تعود إلى المواثيق الدولية التي تقول أنه من حق كل شعب أن يكافح بسياسة ودبلوماسية وإن لم تستطع فمن حقها أن تتخذ من الوسائل وحتى السلاح من أجل تحديد مصير بلدها".
وزير الإعلام اليمني: استعراض الحوثيين في الحديدة انقلاب على اتفاق السويد
واستطرد: "وبالتالي، فنحن نوجه رسالة للبترول السعودي الذي يسيل لعاب الغرب له، وأيضا لإسرائيل التي تقوم بمناورات مشتركة مع الأمريكيين ودول تحالف العدوان في البحر الأحمر".
وتابع الخبير العسكري اليمني: "نحن ندرك أن تلك القوة وهذا السلاح يثبت دعائم السلام، لأنك إن لم تمتلك قوة وأدوات ردع فلن تستطيع حماية أرضك أو مياهك الإقليمية وسوف يتم امتهان كل حقوقك".
وأوضح عزيز راشد: "كما أن استمرار الهدنة في ظل استمرار القرصنة على السفن النفطية، هذا أمر محال، وما نمتلكه اليوم من أسلحة بحرية يؤكد القدرات والتطور الكبير الذي تمتلكه القوات المسلحة واللجان الشعبية وأنها قادرة على ضرب أي أهداف للعدو من البر والبحر في أي وقت، حيث تتوفر لدينا المعلومات الكافية والرادارات التي ترصد السفن الأمريكية والإسرائيلية وسفن دول العدوان بكل دقة".

رسائل قوية

وحول اتهام التحالف "أنصار الله" باختراق الهدنة يقول راشد: "هذا الأمر محاولة للتشويش على القدرات اليمنية المتصاعدة، رغم أنهم يقومون بالعشرات من المناورات بالاشتراك مع واشنطن وتل أبيب، ولذا فمن حقنا أن نوجه الرسائل و بالشكل الذي نراه مناسبا لتثبيت دعائم السلام والعرض العسكري الأخير في الحديدة كشف عن أسلحة يمتلكها الجيش واللجان الشرعية للمرة الأولى".
إيران تنتقد تلكؤ التحالف العربي في تنفيذ الالتزامات المندرجة ضمن اتفاق الهدنة الخاص باليمن
وقال الخبير اليمني: "حتى عام 2018، كانت القدرات البحرية محدودة، وخلال السنوات الأربع الماضية استطعنا تقوية وتطوير القوات البحرية باعتبارنا دولة بحرية تمتد سواحلها حوالي 1800 كيلومتر، وكان لا بد أن نمتلك قوة بحرية ونحافظ على مياهنا الإقليمية والدولية التي أصبحت ساحة لهؤلاء الأعداء الذين يحاولون السيطرة على البحر الأحمر وتدويل المياه العربية الخالصة".
وأضاف: "اليوم لدينا القدرة على ضرب أي نقطة بحرية في المحيط الإقليمي وداخل الحدود البحرية اليمنية".

رد قوي

وأكد الخبير العسكري أن "دول العدوان لا تستطيع اليوم القيام بأي عمل عسكري ضد اليمن نظرا للأزمة الحالية بين روسيا والغرب وما يتعلق بالنفط، فإذا ما حاولوا القيام بأي استفزاز ضد الجمهورية اليمنية، فإن القوات البحرية والقوات الجوية المسيرة ستجعل كل شركات الغاز والنفط في مرمى صواريخها"، مضيفا: "القوة هي التي تحافظ على السلام والاستقرار".

دعم لطهران

في المقابل يقول الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني العميد ثابت حسين: "الحوثيون لا يلتزمون بالاتفاقيات الموقعة مع الأطراف الأخرى، إلا فيما تقتضيه مصلحتهم فيقومون بتنفيذه".
"أنصار الله": لن نسمح بإعادة تشغيل مشروع الغاز المسال في شبوة ما لم يكن العائد لليمنيين جميعا
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "التصعيد الأخير والعروض العسكرية التي يقومون بها ويحاولون تبريرها، جعلت الوفد الحكومي التابع للشرعية يعلق مشاركته في عمليات التفاوض معهم، التي تجري في الأردن حول المنافذ البرية في تعز".
واستطرد: "كما أن تصعيد الحوثيين يحمل أيضا رسالة دعم لإيران في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية حول الملف النووي، كما أن له علاقة بما يجري في العراق".
وتابع الخبير العسكري اليمني: "أراد "الحوثيون" من وراء العرض العسكري في الحديدة، إرسال رسائل للداخل والخارج، والهدنة تعد أحد الوسائل التي يستعد بها الحوثيين، سواء تم تجديدها أم لا"، مضيفا: "من المرجح أن تستمر "الهدنة" في اليمن بنفس الطريقة، وفقا لرغبات المجتمع الدولي ووفقا لعدم رغبة الطرف الآخر"الشرعية" في أن يكون لها أوراق ضغط قوية وفعالة لإجبار الحوثيين على الالتزام بتنفيذ الهدنة، أو لحسم الموقف عسكريا لصالح الشرعية".
وجددت جماعة أنصار الله "الحوثيين" اليمنية، اليوم السبت، اشتراطها رفع القيود المفروضة من التحالف العربي بقيادة السعودية على ميناء الحديدة ومطار صنعاء الدولي ودفع رواتب الموظفين الحكوميين، لإيقاف إطلاق النار في اليمن.

وقال رئيس الوفد المفاوض في جماعة "أنصار الله" والناطق باسمها، محمد عبد السلام، إن "حكومة الإنقاذ الوطني ترغب بإنهاء الأزمة وتخفيف معاناة وآلام الشعب اليمني".

وتابع، خلال اتصال هاتفي مع كبير مستشاري وزير الخارجية الإيراني علي أصغر خاجي، حسب ما ذكر تلفزيون "المسيرة" الناطق باسم الجماعة، حول مستجدات الأوضاع في اليمن: "وقف إطلاق النار مرهون بوفاء الطرف الآخر بالتزاماته في إنهاء الحصار ودفع رواتب الموظفين".
لماذا يسعى الرئاسي اليمني إلى فصل اقتصاد الجنوب عن الشمال وما تداعيات تلك الخطوة؟
وفي الثاني من أغسطس/ آب الماضي، أعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، اتفاق الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله" على تمديد الهدنة في اليمن، للمرة الثانية لمدة شهرين إضافيين تنتهي في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، مؤكدا التزام الطرفين بتكثيف المفاوضات للوصول إلى اتفاق هدنة موسع في أسرع وقت ممكن.
وتتضمن بنود الهدنة السارية في اليمن منذ الثاني من أبريل/ نيسان الماضي، إيقاف العمليات العسكرية الهجومية برا وبحرا وجوا داخل اليمن وعبر حدوده، والسماح برحلتين جويتين من وإلى مطار صنعاء الدولي أسبوعيا.
كما تتضمن الهدنة، تيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة غربي اليمن كل شهرين، وعقد اجتماع بين الأطراف للاتفاق على فتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات لتحسين حرية حركة الأفراد داخل اليمن.
"أنصار الله": وقف إطلاق النار مرهون بإنهاء الحصار على اليمن ودفع رواتب الموظفين
ويشهد اليمن منذ نحو 8 أعوام معارك عنيفة بين جماعة أنصار الله وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دوليا مدعوما بتحالف عسكري عربي، تقوده السعودية من جهة أخرى لاستعادة مناطق شاسعة سيطرت عليها الجماعة بينها العاصمة صنعاء أواخر 2014.
وأودى الصراع الدائر في اليمن منذ اندلاعه بحياة 377 ألف شخص، 40 في المئة منهم سقطوا بشكل مباشر، حسب تقرير للأمم المتحدة.
8 سنوات من الحرب في اليمن
مناقشة