وانطلق الأسطول البحري من مدينة ميناء طرابلس شمالي لبنان مرورا بميناء جبيل، عمشيت، بترون، الكسليك، بيروت، صيدا، صور وصولا إلى الحدود البحرية الجنوبية في نقطة الناقورة، حيث كان بانتظاره على طول المسير مراكب، بعضهم انضم والبعض الآخر ألقى التحية وعاد.
وشارك بالمسيرة والتنظيم عشرات الناشطين ومجموعة من الفعاليات المستقلة من محامين وأطباء وإعلاميين ونقابيين و اقتصاديين وأساتذة جامعات وغيرهم.
ورفع المشاركون العلم اللبناني ولافتات كتب عليها "نفط لبنان للبنان" و"ألف باء الوطنية الحفاظ على ياء الحقوق"، بالإضافة إلى بعض الشعارات التي تدعو للتمسك بالثروات البحرية باللغات، الإنجليزية، الفرنسية والعبرية.
ورفع أحد المراكب لافتة كتب عليها اسم "شربل أبو ضاهر"، وهو الشاب الذي رفض مبارزة الإسرائيلي في الإمارات، ومركب آخر رفع لافتة باسم "الآنسة ناديا فواز"، التي رفضت منازلة إسرائيلي في الشطرنج.
وعند وصول المراكب إلى الناقورة كان في انتظارهم القوات البحرية اللبنانية، التي طلبت منهم بدورها الابتعاد عن الطفافات البحرية الفاصلة بين لبنان وإسرائيل، كما كان متواجدا أيضا في الجهة المقابلة البحرية الإسرائيلية.
وعملت القوات البحرية اللبنانية على ضبط بعض حركة المراكب وإبعادها عن الزوارق الإسرائيلية، بعد أن اقتربت منها إلى مسافة أمتار قليلة رافعة الأغاني الوطنية وملوحة بالعلم اللبناني.
وقال رئيس "هيئة أبناء العرقوب" وأحد منظمي المسيرة البحرية محمد حمدان لـ"سبوتنيك" إن "اليوم هو مهم جدا لكل لبنان، أثبت فيه اللبنانيين وحدتهم من خلال هذه المسيرة التي انطلقت من طرابلس وبيروت والإقليم وصيدا والجنوب".
وأضاف "جئنا لنقول من رأس الناقورة للإسرائيلي ولكل من يدعمه إن حقنا لن نتنازل عنه أبدا ولا عن قطرة ماء واحد".
وشدد حمدان على أن "وقفتنا اليوم إنذار نقول فيه للإسرائيلي إن هذا الحق مثبت وهو خط أحمر، ونقول فيه للمسؤولين المعنيين في لبنان أن المرسوم رقم 6433 يجب أن يوقع معدلا من أجل تثبيت حقنا في الخط 29، لأن الإسرائيلي ومعه هوكشتاين يماطلون في عملية المفاوضات".
وقال حمدان، إنه "بالإضافة للحقوق البحرية، نحن لدينا حقوق في البر، إسرائيل لا تزال تحتل مزارع شبعا، وتلال كفرشوبا، والجزء الشمالي من الغجر بالإضافة الى 13 نقطة في الجنوب، وفي بداية المفاوضات الإطار كان تلازم المسارين البري والبحري، وفي الوقت الحالي الاهتمام انصب على الحدود البحرية فقط على أساس إن الإسرائيلي مستعجل ومعه الولايات المتحدة وأوروبا من أجل استخراج الغاز وبالتالي نسي الجميع الحدود البرية".
وختم "نحن نطالب المسؤولين بالعودة إلى الأساس، وأن يتلازم مسار المفاوضات البحرية مع البحرية، ولا توقيع على الترسيم البحري قبل أن ينسحب الإسرائيلي من جميع الأراضي اللبنانية المحتلة، وهذه هي رسالتنا الأساسية".
ومن جانبه، وجه الرئيس اللبناني ميشال عون تحية للمشاركين عبر تغريدة على تويتر، قال فيها: "من طرابلس إلى الناقورة، مرورا بموانئنا، تحية إلى شباب لبنان المشاركين بالحملة البحرية تمسكا بحق لبنان الكامل بمياهه وحدوده وثرواته. وحدة موقفنا ضمانة حقوقنا، وثرواتنا لأجيالنا المتطلعة بثبات لتجسيد طموحاتها بوطن تصنعه على قدر أحلامها بظل علم البلاد".
ويذكر أنه في أواخر يوليو/ تموز الماضي، أجرى الوسيط الأمريكي عاموس هوكشتاين جولة في إسرائيل وبيروت في محاولة لنقل المقترحات وتقريب وجهات النظر للتوصل إلى اتفاق لإنهاء النزاع البحري.
وبدأت المفاوضات بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البحرية بوساطة أمريكية في عام 2020، حيث أعلن لبنان في البداية حيازته لنحو 860 كيلومترًا مربعًا (332 ميلًا مربعًا) من المياه، لكنه عدل العرض ليشمل 1430 كيلومترًا مربعًا إضافيًا يشمل جزءًا من حقل غاز كاريش، الذي تطالب به إسرائيل بالكامل وترفض مناقشة شروط لبنان حوله.
وتشكل مسألة ترسيم الحدود البحرية أهمية بالغة للبنان في مجال استكشاف مصادر الطاقة، إذ يعاني هذا البلد من أزمة اقتصادية خانقة منذ سنوات أثرت بشكل ملحوظ على قطاع الطاقة في عموم البلاد.