القاهرة- سبوتنيك. وقال رئيس المجلس السياسي الأعلى المشكل من "أنصار الله" في صنعاء، مهدي المشاط، خلال كلمة ألقاها في فعالية، حسب ما نقل تلفزيون "المسيرة" الناطق باسم الجماعة: "إذا لم تدخل سفن الوقود سيتم التشاور مع أعضاء المجلس السياسي الأعلى لاتخاذ القرار المناسب".
وبشأن تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي في السيطرة على كافة المحافظات الجنوبية ضمن مطالبه لاستعادة دولة ما كان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي توحدت مع الشطر الشمالي من اليمن، قال المشاط: "عاهدنا الله أن نحافظ على بلدنا وأن نحمي وحدته واستقلاله حتى نحصل على السيادة الكاملة".
وأضاف مهدي المشاط ملوحاً بفرض الوحدة بالقوة: "ما دام هناك جيش الجمهورية اليمنية [في إشارة إلى قوات جماعة أنصار الله] جاهز لتحمل المشاق والصعاب، فلن تستطيع أي قوة إلغاء الوحدة".
واعتبر الإجراءات التي يتخذها التحالف في المحافظات الجنوبية أنها "إجراءات احتلال لا صحة لها ولا شرعية"، مضيفاً: "نعتبرها مبرراً لمواصلة جهادنا حتى تحرير كامل التراب الوطني".
واتهم المشاط، التحالف بـ "افتعال مشاكل في بعض المحافظات الجنوبية والشرقية [يقصد المواجهات التي شهدتها محافظة شبوة والتوتر في محافظة أبين]"، معتبراً أنه "لولا تدخل الخارج لانحلّت تلك المشاكل".
ووجه رئيس المجلس السياسي الأعلى، دعوة إلى قوات الجيش اليمني بالاستفادة من قرار العفو الذي أعلنته "أنصار الله" أواخر العام 2017 والعودة إلى مناطق سيطرة الجماعة، بالقول: "باب العفو لا زال مفتوحا عودوا إلى صوابكم، لقد ظهرت أطماع الغزاة والمحتلين [في إشارة إلى التحالف العربي] في هذه الآونة أكثر من أي وقت مضى".
ويوم الخميس الماضي، أعلنت جماعة "أنصار الله"، ارتفاع عدد السفن المحملة بالوقود المحتجزة من قبل التحالف العربي إلى 9 سفن، وذلك بعد احتجازه 4 سفن جديدة كانت في طريقها إلى ميناء الحديدة.
وفي الثاني من اغسطس/آب الماضي، أعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، اتفاق الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله" على تمديد الهدنة في اليمن، للمرة الثانية لمدة شهرين إضافيين تنتهي في الثاني من أكتوبر المقبل، مؤكداً التزام الطرفين بتكثيف المفاوضات للوصول إلى اتفاق هدنة موسَّع في أسرع وقت ممكن.
وتتضمن بنود الهدنة السارية في اليمن منذ الثاني من أبريل/نيسان الماضي، إيقاف العمليات العسكرية الهجومية براً وبحراً وجواً داخل اليمن وعبر حدوده، وتيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة غرب اليمن، خلال كل شهرين.
كما تتضمن الهدنة، السماح برحلتين جويتين من وإلى مطار صنعاء الدولي أسبوعياً، وعقد اجتماع بين الأطراف للاتفاق على فتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات لتحسين حرية حركة الأفراد داخل اليمن.
ويشهد اليمن منذ نحو 8 أعوام معارك عنيفة بين جماعة "أنصار الله" وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دولياً مدعوماً بتحالف عسكري عربي، تقوده السعودية من جهة أخرى لاستعادة مناطق شاسعة سيطرت عليها الجماعة بينها العاصمة صنعاء وسط البلاد أواخر 2014.
وأودى الصراع الدائر في اليمن منذ اندلاعه بحياة 377 ألف شخص، 40 % منهم سقطوا بشكل مباشر، حسب تقرير للأمم المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.