أفادت هيئة البث الإسرائيلية، مساء اليوم الثلاثاء، بأن الإدارة الأمريكية تعتزم الضغط على تل أبيب بهدف إعادة النظر في قواعد الاشتباك وتعليمات إطلاق النار من قبل جنود الجيش الإسرائيلي في مدن الضفة الغربية.
وأكدت القناة العبرية أن واشنطن ستطلب من تل أبيب اتخاذ خطوات عملية تهدف إلى تقليل خطر إلحاق الأذى بالمدنيين الفلسطينيين وحماية الصحفيين، من أجل الحيلولة دون وقوع حوادث مماثلة، مثل الواقعة التي قتلت فيها الإعلامية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة.
وأشارت القناة على موقعها الإلكتروني إلى أن هذه الممارسات الأمريكية تأتي على خلفية ترحيب الولايات المتحدة الأمريكية، في وقت سابق من اليوم الثلاثاء، بتحقيق الجيش الإسرائيلي الذي خلص إلى أن مقتل الصحفية بقناة "الجزيرة" شيرين أبو عاقلة برصاص أحد جنوده عن طريق الخطأ، مطالبة بالمساءلة في هذه القضية لمنع تكرارها مستقبلاً.
قُتلت الصحفية الفلسطينية البالغة من العمر 51 عاما، والتي كانت ترتدي سترة كتب عليها "صحافة" وخوذة، خلال اشتباكات بين القوات الإسرائيلية ومسلحين فلسطينيين أثناء عملية عسكرية إسرائيلية في مخيم جنين للاجئين شمالي الضفة الغربية في 11 مايو/ أيار الماضي.
ألقى جيش الدفاع الإسرائيلي في البداية باللوم على مسلحين فلسطينيين في إطلاق النار، لكنه اعترف لاحقا بأن أبو عاقلة قد تكون قتلت على يد جنود إسرائيليين. ويوم أمس الاثنين، قال مسؤول عسكري إسرائيلي للصحفيين إنه "من المرجح جدا" أن جنديا إسرائيليا هو من أطلق النار على الصحفية بالخطأ، بناء على تحقيق الجيش.
وقال الضابط، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته:
"لقد أخطأ في التعرف عليها"، مشيرا إلى أن "خطأ قد حدث في تحديد الهوية".
من جانبه، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي: "لا يمكن بصورة جازمة تحديد من كان وراء مقتل أبو عاقلة، غير أن هناك احتمالا كبيرا في أن تكون قد قتلت بنيران خاطئة لجيش الدفاع، أثناء إطلاق النار على من تم تشخيصهم كمسلحين فلسطينيين".
من جانبها، اتهمت أسرة الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة إسرائيل بمحاولة إخفاء الحقيقة والهروب من مسؤولية قتل الصحفية، وذلك بعد بيان من الجيش الإسرائيلي الذي تحدث عن صعوبة تحديد المسؤول عن عملية القتل التي جرت قبل أكثر من 4 أشهر خلال اقتحام لمخيم جنين بالضفة الغربية.
فيما اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية، أمس الاثنين، "بيان الجيش الإسرائيلي حول مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، محاولة جديدة للتهرب من المسؤولية عن قتلها، ولا يستند إلى تحقيقات قانونية جدية".
وقال المستشار السياسي لوزير الخارجية الفلسطيني، أحمد الديك، إن بيان الجيش الإسرائيلي "محاولة جديدة لطمس الجريمة تحت شعار الاحتمالات دون أن يعترف بشكل قاطع بمسؤولية الجنود الإسرائيليين عن إعدام شيرين أبو عاقلة".