وأفادت وكالة "رويترز"، مساء اليوم الأربعاء، بأن الوفد اللبناني سيطير إلى إيران بهدف الحصول على الوقود بالمجان من أجل تخفيف الانقطاعات الشديدة والمتكررة في التيار الكهربائي دون التعرض لخطر العقوبات الأمريكية.
ومن المفترض أن تكون شحنات الوقود الإيرانية هي أول الشحنات التي ترسلها طهران مباشرة للحكومة اللبنانية، خاصة وأنها سبق أن أرسلت في السابق بعضها إلى "حزب الله" اللبناني.
وأوضح المصدران الحكوميان أن سفير إيران لدى بيروت مجتبى أماني، اقترح "هبة" إيرانية من الوقود للدولة اللبنانية، من أجل تجنب العقوبات، خاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية تفرض عقوبات شديدة على قطاع الطاقة الإيراني، ما يعني أن أي طرف يدخل في صفقة مالية مع طهران قد يخضع لعقوبات ثانوية.
وقدم مجتبي أماني العرض الإيراني إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي، الذي زود المبعوث بمواصفات درجة الوقود اللازمة لتشغيل محطات الكهرباء اللبنانية.
وسبق للسفير الإيراني لدى بيروت، مجتبي أماني، أن أكد "استعداد إيران لإرسال الفيول كهبة دون شروط فور قبول الحكومة اللبنانية وإيفادها وفدا رسميا إلى طهران للتنسيق المباشر بشأن خطة التنفيذ".
وكان وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية وليد فياض، قد أعرب في وقت سابق عن ترحيبه بأي هبة إيرانية لمد معامل الكهرباء.
وفي السابع من الشهر الجاري، أبلغ وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب، استعداد طهران للمساعدة في حل مشكلة الكهرباء في لبنان.
ويعاني لبنان من شح الوقود اللازم لتوليد الطاقة الكهربائية جراء عدم توفر النقد الأجنبي المخصص للاستيراد، ما تسبب بأزمة محروقات حادة وسط انهيار اقتصادي متسارع.
ويوجد في لبنان سبع محطات لتوليد الكهرباء، توقفت خمس منها عن العمل، وتعمل المحطتان الباقيتان على توفير ساعتين من التيار الكهربائي وسط تقنين لمدة 22 ساعة يوميا، في حين تقوم شبكة المولدات الخاصة البديلة التي تعمل على الديزل بتأمين التيار بتكلفة عالية.
ويشهد لبنان منذ عام 2019 أزمة مالية واقتصادية حادة تجسدت في شح العملة الأجنبية وانهيار قيمة الليرة اللبنانية وفرض قيود على سحب الودائع المصرفية وتوقف الحكومة عن سداد الديون الخارجية والداخلية، وصنفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ منتصف القرن الماضي.