وذكرت صحيفة هآرتس العبرية، صباح اليوم الجمعة، أن مسؤولا إسرائيليا بارزا ـ لم تكشف عن اسمه ـ يؤكد أن بلاده تمارس ضغوطا كبيرة على الرئيس الفلسطيني من أجل تحقيقه الهدوء المطلوب في مدن الضفة الغربية، خاصة في جنين ونابلس.
وشدد المسؤول الإسرائيلي على أن المشكلة تكمن في قيادة السلطة الفلسطينية، بدعوى أن هناك نقصا تعاني منه السلطة في اتخاذ إجراءات أمنية مضادة في مدن الضفة الغربية، موضحا أن بلاده تمارس الضغوط على الرئيس عباس لتحقيق واستعادة الهدوء، في الوقت الراهن.
وفي السياق نفسه، طالبت الإدارة الأمريكية الحكومة الإسرائيلية باتخاذ خطوات عاجلة من أجل تحقيق الاستقرار في السلطة الفلسطينية.
ونقل الموقع الإلكتروني إكسيوس، مساء الخميس، عن مسؤولين إسرائيليين أن السلطة الفلسطينية تضعف بشكل متسارع وتفقد سيطرتها في مناطق الضفة الغربية.
وأوضح الموقع أن الإدارة الأمريكية تشعر بقلق كبير من أن يؤدي تدهور الأوضاع في مناطق الضفة الغربية وزيادة العنف إلى أزمة كبيرة، خاصة وأن الأزمة الاقصادية تزداد شراسة وهو ما جعل من الصعب على السلطة الفلسطينية دفع الرواتب، لتفقد سيطرتها على المدن الكبرى في الضفة، مثل نابلس والخليل وجنين.
وأفاد رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الداخلية "الشاباك"، رونين بار، بأن هناك قلقا واضحا لدى بلاده من وضع السلطة الفلسطينية وقدرة قوات الأمن الفلسطينية على العمل في مناطق الضفة الغربية، حيث نقلت مصادر إسرائيلية عن رونين بار أن الوضع يسوء على الأرض.
من جهته، طالب وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس السلطة الفلسطينية بالعمل ضد ما سماه "الإرهاب" وعدم الاكتفاء بالحديث فقط، متوعدا في الوقت ذاته بملاحقة وإيقاف "المسلحين الذين يسعون لقتل الإسرائيليين" في كل مكان بالضفة الغربية.
جاء ذلك في ختام تقييم للوضع أجراه غانتس بمشاركة رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان) اللواء أهارون هاليفا وقادة آخرين بالجيش الإسرائيلي، حول مستجدات الساحة الإيرانية والتطورات في الجبهة الشمالية لإسرائيل وبالأراضي الفلسطينية، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وقال غانتس:
"نطالب السلطة الفلسطينية ليس فقط بالتحدث ضد الإرهاب ولكن العمل ضده".
وأضاف: "السلاح في الشوارع (بالضفة الغربية) وغياب الحكم يضر بالسكان الفلسطينيين والسلطة الفلسطينية قبل كل شيء".
وقال غانتس إنه نقل هذه الرسالة مرة أخرى اليوم للقيادة الفلسطينية في رام الله.
كلام غانتس جاء بعد يومين من تصريحات أدلى بها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، وقال فيها إن "عجز أجهزة أمن السلطة الفلسطينية" هو أحد الأسباب وراء تزايد ما سماه "الإرهاب" بالضفة الغربية.
وتصاعدت العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية ضد ما يقول إنهم مطلوبون متورطون في تنفيذ أو التخطيط لهجمات ضد جنوده.
وأسفرت تلك الحملة عن مقتل ما لا يقل عن 85 فلسطينيا منذ بداية العام الجاري ما يجعله أكثر الأعوام دموية منذ 2016، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فضلا عن اعتقال نحو 1500 فلسطيني، منذ بدء عملية "كاسر الأمواج" الإسرائيلية بالضفة أواخر مارس/آذار الماضي، وفق تصريحات سابقة لكوخافي.