تفشي "الكوليرا" في مناطق نفوذ الجيش الأمريكي شرقي سوريا

ارتفع عدد الوفيات المسجلة في الساعات الماضية في مناطق نفوذ الجيش الأمريكي والمسلحين الموالين له من قوات "قسد" غربي محافظة دير الزور شرقي سوريا، بسبب تفشي مرض الكوليرا.
Sputnik
وأفاد مراسل "سبوتنيك" شرقي سوريا، بأن جائحة الكوليرا بدأت بالنشاط في المناطق التي يعتمد سكانها على مياه الشرب من نهر الفرات، والذي بدوره يعاني من انخفاض شديد في منسوب جريانه بسبب حبس الدولة التركية لمياه النهر.

ونقل المراسل عن مصادر محلية في ريف دير الزور، أن شخصين توفيا اليوم السبت في مستشفى بلدة الكسرة في ريف دير الزور الغربي ليرتفع عدد الوفيات إلى 4 خلال الـ48 الساعة الماضية نتيجة إصابتهم بأعراض مشابهة لمرض الكوليرا.

تفشي "الكوليرا" في مناطق نفوذ الجيش الأمريكي شرقي سوريا
وبدأت المقرات الصحية باستقبال أعداد متزايدة من الإصابات التي توزعت على مشفى الكسرة ومستوصف محيميدة ومشافي المدينة والبصيرة العام بريف دير الزور الغربي والشمالي الواقعين تحت سيطرة الجيش الأمريكي ومسلحي "قسد" الموالين له.
وقالت المصادر إن "الأعداد الموجودة في المشافي حتى ظهر اليوم، وصلت إلى مايقارب الـ200 إصابة بينهم أطفال ونساء يعانون من الاقياء والاسهال وارتفاع في درجة الحرارة والصداع وتشنجات في العضلات مع النقص الحاد في المستلزمات الطبية والأدوية وغياب اختبارات مرض الكوليرا، بحسب المصادر.
وأرجعت المصادر السبب الرئيسي في تفشي المرض إلى تلوث مياه الشرب من مصدرها الوحيد وهو نهر الفرات الذي يعاني من الانخفاض الشديد بمنسوبه بسبب حبس الدولة التركية لمياه النهر منذ أشهر طويلة.
تفشي "الكوليرا" في مناطق نفوذ الجيش الأمريكي شرقي سوريا
واضافت المصادر أن ازدياد تلوث المياه في نهر الفرات سببه توقف توزيع "مادة الكلور" المعقمة على محطات المياه من قبل مايسمى مكتب الخدمات في مجلس دير الزور المدني التابع لقوات "قسد" خلال الثلاث أشهر الفائتة.
وتتركز الإصابات بشكل اساسي في قرى الهرموشية وحوائج البومصعة والكسرة والزغير اي مايسمى (بخط البكارة)،وقد تم التأكد منها عبر التحاليل المخبرية وأخذ العينات، وأظهرت نتائج التحاليل أن سبب الإصابات بالمرض يعود لتلوث المياه، إذ لا يوجد تعقيم للمياه في جميع محطات ريف دير الزور الواقع تحت سيطرة "قسد"،بحسب المصادر.
وفي محافظة الرقة سجلت المراكز الطبية والمشافي العامة والخاصة عدد كبير من المراجعين الذين يعانون من اعراض مشابهة لمرض "الكوليرا" خصوصا الاقياء والإسهال الحاد لكن دون تأكيد الإصابات.
ونفت مصادر طبية لـ "سبوتنيك" تسجيل حالات "كوليرا" في مناطق محافظات دير الزور والحسكة والرقة الواقعة تحت سيطرة الدولة السورية، مشيرة إلى أن الحالات التي راجعت المشافي هي حالات إسهال حاد متعددة الأسباب.
بدوره أكد مدير صحة محافظة الحسكة الحكومية الدكتور عيسى خلف، لـ "سبوتنيك" بأنه "لم تسجل أي إصابة مؤكدة بمرض الكوليرا في كافة مناطق محافظة الحسكة حتى تلك الواقعة تحت سيطرة "قسد".
وبين الدكتور خلق بأن عدداً كبيراً من حالات الإسهال الحاد راجعت النقاط الطبية التابعة للحكومة السورية، وقد أُجري اختبار مرض “كوليرا” لحالتين منها تم الاشتباه بهما نتيجة تداخل الأعراض.
وفي السياق نفسه أكدت مصادر طبية حكومية من مديرية الصحة في دير الزور لـ"سبوتنيك" عدم وجود أي إصابة بمرض “الكوليرا” ضمن مناطق سيطرة الدولة السورية في المحافظة، مشيرة إلى عدم توفر معلومات في المناطق الواقعة شرقي نهر الفرات والتي يسيطر عليها الجيش الأمريكي ومسلحو "قسد".
تفشي "الكوليرا" في مناطق نفوذ الجيش الأمريكي شرقي سوريا

وأشارت المصادر إلى أن وزارة الصحة سلمت المديريات “اختبارات الكوليرا”، نتيجة ارتفاع عدد حالات الإسهال المسجلة في المنطقة، والتي يكون ارتفاعها في فصل الصيف متوقعاً نتيجة أسباب عدة منها استخدام المياه الملوثة وغير موثوقة المصدر، خصوصا مع استمرار انقطاع مياه محطة علوك، المصدر الوحيد لمياه الشرب بمدينة الحسكة وريفها وبلدة تل تمر وقراها.

ويعرف “الكوليرا” بأنه مرض بكتيري عادةً ما ينتشر عن طريق الماء الملوَّث، ويتسبب بالإصابة بإسهال حاد وجفاف شديد، وإذا لم يتم علاجه، فإنه يمكن أن يكون قاتلاً خلال فترة قصيرة.
مناقشة