تصاعد وتيرة الاقتحامات والاعتقالات الإسرائيلية... هل تشهد فلسطين انتفاضة جديدة؟

في خطوات تصعيدية تنذر بتوسيع دائرة الاشتباك الذي قد يصل إلى انتفاضة فلسطينية جديدة، اقتحم عشرات المستوطنين، صباح اليوم الثلاثاء، ساحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة فيما شنت القوات الإسرائيلية حملة اقتحامات واعتقالات بالضفة الغربية والقدس تخللتها اشتباكات مسلحة.
Sputnik
وأفاد نادي الأسير بأن القوات الإسرائيلية اقتحمت مناطق مختلفة بالضفة، واقتحمت عشرات المنازل وعبثت بمحتوياتها وأخضعت قاطنيها لتحقيقات ميدانية. وذكر أنه تم اعتقال 15 فلسطينيا من الضفة، جرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية بحجة المشاركة في أعمال مقاومة شعبية.
وحسب وسائل إعلام فلسطينية، فإنه خلال اعتقال شابين في نابلس وثالث في طولكرم، فتح فلسطينيون النار باتجاه الجنود الإسرائيليين لكن دون إصابات.
وأكد مراقبون أن التصعيد الإسرائيلي في فلسطين، لا سيما الضفة والقدس تأتي ضمن سباق الدعاية الانتخابية للقادة الإسرائيليين على حساب الشعب الفلسطيني، مؤكدين أن الأمور قد تنزلق إلى انتفاضة جديدة في القدس.
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى ويؤدون طقوسا تلمودية.. فيديو وصور

انتفاضة قريبة

بدوره اعتبر فادي أبو بكر، المحلل السياسي الفلسطيني، أن "الاقتحامات والاعتقالات والإعدامات الميدانية الإسرائيلية وسرقة الأراضي في الضفة الغربية لم تتوقف يومًا، وإنما قد تتصاعد الوتيرة بين الحين والآخر بحسب الظروف المحيطة بإسرائيل".
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، لعل "قرب الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية هو السبب لتصاعد وتيرة التغول والتوحش الإسرائيلي على اعتبار أن الدم الفلسطيني هو وقود الحملة الانتخابية".
وتابع: "لا يمكن إغفال تأثير الحراك الذي يقوده الرئيس الفلسطيني محمود عباس لطلب عضوية كاملة لدولة فلسطين بالأمم المتحدة على هامش الدورة السنوية العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية الشهر الحالي، كوسيلة للضغط على الفلسطينيين".
ويرى المحلل السياسي الفلسطيني أن "هذا التصعيد الإسرائيلي وما يرافقه من انعدام الأفق السياسي والأوضاع الاقتصادية الصعبة، تشكل جميعها عوامل مساعدة لانفجار الأوضاع وصولا إلى انتفاضة في أي لحظة".
إسرائيل تشن حملة مداهمات واعتقالات واسعة بالضفة والقدس.. "220 فلسطينيا في أسبوعين".. صور

مقاومة مستمرة

في السياق، اعتبر زيد الأيوبي، المحلل السياسي الفلسطيني أن "الاقتحامات الإسرائيلية والجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية وفي مدينة القدس تحديدا في الفترة الأخيرة تدل على أن الحكومة الإسرائيلية تهدف لتصعيد الموقف في الداخل الفلسطيني، من أجل القضاء على طموحات الشعب الفلسطيني".
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، تسعى "إسرائيل إلى تمكين المستوطنين في داخل الضفة الذين أصبح عددهم الآن حوالي 500 ألف مستوطن وجميعهم تم استقدامهم من الداخل المحتل لأراضي الضفة الغربية المحتلة 1967م بشكل مخالف للقانون الدولي، واستقدامهم للضفة الغربية ولمدينة القدس يشكل مخالفة لمعاهدة جنيف الرابعة ويشكل جريمة حرب موصوفة في ميثاق روما المؤسس لمحكمة الجنايات الدولية خصوصا المادة السابعة من هذا الميثاق".
وتابع: "لكن الشعب الفلسطيني يعلم جيدا بأن الاحتلال الإسرائيلي الآن هو ذاهب إلى الانتخابات، وبالتالي كل الجرائم التي يرتكبها في هذه المرحلة هي تدخل ضمن الدعاية الانتخابية لنتنياهو ولابيد وغانتس وكافة القيادات، وبالتالي الأمر المهم في الموضوع أنه من يسفك دماء الفلسطينيين أكثر هو الذي سيفوز في الانتخابات الإسرائيلية القادمة".
وعلى صعيد الشارع، يرى الأيوبي أن "الشعب الفلسطيني لا يمكنه أن يقف صامتًا أمام هذه الجرائم. الشعب الفلسطيني لن يقف مكتوف الأيدي أمام الانتهاكات الإسرائيلية المتجددة، سواء بالاغتيالات أو الاقتحامات أو بالاستيلاء على المزيد من الأراضي، وكذلك الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى".
وشدد على أن "الشعب الفلسطيني متمسك تماما بالمقاومة الفلسطينية، وسيقاوم الاحتلال حتى رحيله ولن يرفع الراية البيضاء بل أنه مستمر نحو تحقيق أهدافه بإنهاء هذا الاحتلال الإسرائيلي وإجباره على الرحيل، وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".
مسؤول ملف الاستيطان في الضفة: مستوطنون إسرائيليون أقاموا اليوم بؤرة جديدة وأحاطوها بأسلاك شائكة
وأفادت دائرة الأوقاف الفلسينية بأن عشرات المستوطنين اقتحموا منذ الصباح، المسجد الأقصى، ونظموا جولات استفزازية في ساحاته، وتلقوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم، كما أدوا طقوسا تلمودية في منطقة باب الرحمة وقبالة قبة الصخرة قبل أن يغادروا الساحات من جهة باب السلسلة.
واعتقلت القوات الإسرائيلية، في ساعة متأخرة من مساء أمس، شابين من باب حطة قرب المسجد الأقصى، فيما اندلعت مواجهات مع القوات الإسرائيلية في بلدة الطور بشرق القدس المحتلة.
وشهد شهر أغسطس الماضي كثافة عالية في الانتهاكات والجرائم التي نفذتها السلطات الإسرائيلية، بما فيها الإعدامات الميدانية وسياسة العقاب الجماعي، وكذلك تنفيذ مزيد من عمليات الاعتقال المنظمة، وهي العمليات التي رافقها انتهاكات جسيمة بحق المعتقلين وعائلاتهم.
وواصلت السلطات الإسرائيلية انتهاكاتها وعمليات الانتقام بعد نقلهم إلى مراكز التحقيق والتوقيف، فضلا عن تسجيل إصابات متفاوتة منها إصابات شديدة بين صفوف المعتقلين برصاص الجيش الإسرائيلي.
وأشارت مؤسسات الأسرى وحقوق الإنسان الفلسطينية (هيئة شؤون الأسرى، نادي الأسير الفلسطيني، مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، ومركز معلومات وادي حلوة - القدس)، إلى أن عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بلغ نحو 4650 أسيرا، حتى نهاية شهر أغسطس 2022.
مناقشة