أطلقت إجراءات منح صفة "شريك الحوار" لكل من مصر وقطر والسعودية، خلال قمة المنظمة في دوشنبه في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي، بحسب البيانات المتوافرة لدى "سبوتنيك".
المنظمة التي تأسست عام 2001، تضم في عضويتها كلا من؛ روسيا والصين والهند وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وباكستان وأوزبكستان.
إلى جانب الأعضاء الأساسيين، تضم المنظمة دول مراقبة مثل أفغانستان وبيلاروسيا وإيران ومنغوليا، ودول شريكة مثل أذربيجان وأرمينيا وكمبوديا ونيبال وتركيا وسريلانكا.
ما دور المنظمة؟
تأسست في البداية كمنظمة حكومية دولية بهدف تعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب وتجارة المخدرات وتحقيق التنمية، على المستوى الإقليمي، وتركز على التعاون مع المنظمات الدولية ولديها العديد من الارتباطات الدولية.
ويشمل ذلك مذكرات تفاهم مع كومنولث الدول المستقلة، ورابطة أمم جنوب شرق آسيا ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي، والأمم المتحدة والهيئات التابعة لها، بحسب الموقع الرسمي للمنظمة.
حملت منظمة شنغهاي لقب مراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عام 2005، ولها اتصالات منتظمة مع هيئات ووحدات أممية ودولية تركز على قضايا الأمن والمشاكل الرئيسية المتعلقة بالإرهاب والتطرف، وفقا لموقع الأمم المتحدة.
ما أهمية المنظمة؟
منذ إنشائها عام 2001، لعبت منظمة شنغهاي للتعاون دورا مهما في الجغرافيا السياسية لأكبر قارة في العالم وأكثرها أهمية، بحسب تقرير لصحيفة "ذا إنتربتر" التابعة لمعهد الأبحاث الأسترالي "لوي".
تأسست المنظمة لأول مرة من قبل جمهورية الصين الشعبية كآلية استقرار جيوسياسي في أراضيها الحدودية في غرب آسيا - وهي منطقة طورت إحساسا بعدم الاستقرار المستوطن في التسعينيات، وفقا للتقرير.
منذ البداية، قدمت منظمة شنغهاي للتعاون نفسها على أنها حصن ضد "الإرهاب والانفصالية والتطرف"، وهي اللغة التي سعت إلى الاستفادة من الإجماع العالمي لمكافحة الإرهاب في حقبة 11 سبتمبر/ أيلول.
مع تطور منظمة شنغهاي للتعاون، لم تركز فقط على مكافحة الإرهاب ولكن أيضا على تهريب المخدرات والتعاون العسكري وانخرطت في التعاون الاقتصادي.
من نواحٍ عديدة، كان مثالا توضيحيا للطرق التي اتجهت بها دول آسيا إلى آليات الأمن المتعددة الأطراف في التسعينيات وأوائل القرن الحادي والعشرين، عندما بدأت في التعامل مع العواقب الأمنية للعولمة وعدم الاستقرار في التوازن الاستراتيجي القديم.
في حين أن منظمة شنغهاي للتعاون، لديها أجندة واسعة، إلا أن أبعادها الأمنية والجيوسياسية بدأت تزداد أهمية. في البداية، كان التركيز يهدف إلى الحد من النفوذ الأمريكي في المنطقة، والذي أصبح مهما بسبب انخراط الولايات المتحدة في أفغانستان.
الأعضاء المؤسسون هم الصين وروسيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان. انضمت الهند وباكستان في عام 2017، مما يعكس الأولوية التي وضعتها الدولتان في الظهور الآسيوي واعترافهما بثقل المنظمة المتزايد.
أعضاء المنظمة يمثلون نحو 40% من سكان العالم وأكثر من 30% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي (الاقتصاد العالمي)، وما يقرب من ثلثي مساحة اليابسة في أوراسيا، وبالتالي تشكل إمكانات - خاصة على الجانب الاقتصادي - للعديد من البلدان، بحسب تقارير.
قمة سبتمبر 2022
ستكون القمة الثانية والعشرون لزعماء منظمة شنغهاي للتعاون، والتي تعقد في الفترة من 15 إلى 16 سبتمبر، أول تجمع مباشر للمجموعة منذ عام 2019.
وستكون أنظار العالم على مدينة طريق الحرير الأوزبكية القديمة سمرقند، المضيفة، لأن هذه القمة ستشهد - على الأرجح – لقاء الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ وجها لوجه منذ بدء العملية العسكرية في أوكرانيا والإعلان العام الماضي عن "شراكة أبدية".
ومن المرجح أيضا أن يشارك رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي. من المتوقع أن يعقد مودي اجتماعات مع بوتين وشي، مما يعطي لمحة إضافية عن الكيفية التي يُرجح أن ترسم بها الهند علاقتها مع القوى العظمى في أوراسيا.
ينتظر أيضا أن تكون قمة 2022 علامة شاهدة على انضمام إيران إلى المجموعة، وهي خطوة تؤكد نظرتها الجيوسياسية المميزة، بحسب "ذا إنتربتر"، التي قالت إن "هذا يجعل منظمة شنغهاي للتعاون الآن بين أكبر المنظمات الإقليمية في العالم".
وذكر التقرير أن الأهمية الجيوسياسية للمنظمة بالنسبة للسياسة العالمية وحجم العضوية بها و"طموحاتها غير الليبرالية"، يعني أنها "يجب أن تؤخذ على محمل الجد وفقا لشروطها وليس فقط كخلفية لاجتماع بوتين- شي".