ونشر الكاتب الأمريكي بليسي مالي، مقالا في مجلة "The National Interest"، أشار إلى وجود ثلاثة أسباب على الأقل لعدم إمكانية وضع سقف على سعر الغاز الروسي.
وبحسب كاتب المقال، والذي حمل عنوان (المعركة على النفط قد بدأت للتو) فإن محاولات تحديد "سقف سعري" لن تؤدي إلا إلى ارتفاع أسعار جميع أنواع مشتقات الطاقة في السوق العالمية.
السبب الأول مرتبط بالمنطق و"خدعة" قد تقوم بها روسيا
السبب الأول والأكثر وضوحا لذلك هو رفض روسيا المنطقي تزويد أوروبا بمصادر الطاقة في ظل الظروف الغربية.
وأوضح مالي: "إذا لم تلتزم روسيا بسقف الأسعار، فقد يؤدي ذلك إلى نشوب "حرب استنزاف" بين موسكو والغرب. إذا قررت روسيا وقف الصادرات إلى الدول التي تفرض قيودا (أو سقف سعر) حتى ديسمبر/كانون الأول، فإن أسعار النفط سترتفع مرة أخرى" عالميا.
المفوضية الأوروبية: 13 دولة من دول الاتحاد الأوروبي معزولة كليًا أو جزئيًا عن الغاز الروسي
© Sputnik
واستشهد الكاتب بمقال سابق نشر في صحيفة "كارينغي بوليتيكا" لمحلل الطاقة المستقل والرئيس السابق لقسم الاستراتيجية والابتكارات في شركة "غازبروم نفت"، سيرغي فاكولينكو، والذي قال:
"يمكن أن تميل موسكو لاستدراج الغرب إلى خدعة معاكسة، ليس تحديد سقف للسعر، بل وضع حد سعر أدنى لخامها، مما يحظر الصادرات بسعر أقل من هذا الحد. ... وبعد ذلك يمكن لموسكو ببساطة انتظار أن يطرق المشترون المنشقون عن (تكتل الغرب) بابها ببساطة".
السبب الثاني: "أوبك" تعتبرها مخاطرة و"تهديد مباشر"
العامل الثاني المهم الذي لم يأخذه السياسيون الغربيون في الحسبان، بحسب المصدر، هو رأي دول منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، التي "ستعتبر سياسة وضع سقف سعر للنفط بمثابة مخاطرة قد تسبب تلاعب المشترين الناشئين بسوق النفط بالكامل وبأسعاره".
مجموعة دول السبع تحاول تحديد سقف أسعار النفط الروسي
© Sputnik
"فرض سقف للسعر يشكل تهديدا مباشرا لقدرة أوبك على تحديد أسعار النفط العالمية... على الرغم من أن رد الفعل على تحديد سقف الأسعار لا يزال غير واضح، إلا أن المملكة العربية السعودية وأوبك اتبعتا النهج المعاكس حتى الآن. المنظمة وافقت نتيجة الانخفاض الأخير في أسعار النفط (عالميا) على خفض الإنتاج".
السبب الثالث مرتبط بـ"عمالقة الاقتصاد"
أما السبب الثالث الذي أشار إليه الكاتب، والذي ساهم في إفشال مبادرة مجموعة السبع المستقبلية للحد من أسعار النفط هو الاختلاف مع مثل هذه السياسة من جانب كبار المستهلكين الآخرين.
"هذه الإجراءات لا يمكن أن تنجح إلا على المستوى العام، أي أنه ينبغي دعمها من قبل عمالقة الاقتصاد مثل الصين والهند، وهي ليست في عجلة من أمرها للقيام بذلك".
الولايات المتحدة تحظر واردات النفط الروسي
© Sputnik
حتى الآن، لم يقدم كلا البلدين أي التزامات بشأن كيفية استجابتهما لفرض حد أقصى لسعر الغاز الروسي، حيث قال وزير النفط الهندي شري هارديب سينغ بوري، إنه "سينظر في الاقتراح"، لكن في النهاية، وبحسب الكاتب "ليس لديه أي تعارض أخلاقي مع التعامل مع روسيا".
أما بالنسبة للصين، فقد قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن بكين تأمل في أن "تبذل الدول المعنية (مجموعة السبع) جهودا بناءة للتخفيف من حدة الموقف من خلال الحوار والمشاورات وليس العكس".
مصادر تتحدث عن تراجع الاتحاد الأوروبي
وكانت صحيفة "الغارديان" قد كشفت عن وثيقة مسربة من الاتحاد الأوربي مفادها أن "مسودة (خطة الاتحاد الأوربي) لا تحتوي لائحة لـ "أداة طوارئ للكهرباء"، ولا تتضمن وضع حد أقصى لسعر الغاز الروسي ولا على الغاز المستورد أيضا، "بعد أن عجزت الدول الأعضاء عن الاتفاق على القيود الأسبوع الماضي".
وتابعت الصحيفة موضحة: "على الرغم من أنه لا يزال من الممكن تغيير النص النهائي للوثيقة، لكن مسودتها تكشف وجود شكوك لدى المفوضية في الحصول على دعم كاف من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لخيارها المفضل بوضع حد أقصى للغاز الروسي".
التخلي عن النفط الروسي بمثابة انتحار للاتحاد الأوروبي
© Sputnik
يذكر أن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، كان قد قال سابقا، إن "فكرة الحد من أسعار النفط هي فكرة سخيفة تماما، وأن روسيا لن تزود بالنفط والمنتجات النفطية تلك الدول التي تدعمها".
وأضاف أن فرض قيود على أسعار النفط الروسي سيدمر السوق، كما أن المنتجين الآخرين لن يستجيبوا بشكل إيجابي لمثل هذه المبادرة.