القاهرة - سبوتنيك. وأعلنت الجماعة رفضها تجزئة الاتفاق بالإفراج عن أسرى من قوات التحالف العربي بقيادة السعودية.
من جهته، قال عبد القادر المرتضى، رئيس لجنة شؤون الأسرى في الجماعة، إن "مرتزقة العدوان [في إشارة إلى الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف] أفشلوا كل الجهود المبذولة من قبل الأمم المتحدة لإنجاح الاتفاق [تم التوصل إليه في مارس الماضي يتضمن تبادل أكثر من 2200 أسير من الطرفين] والتي كان آخرها عقد جولة مفاوضات قبل شهر في الأردن".
وذكر المرتضى أن
مرتزقة العدوان إلى جانب إفشالهم تنفيذ الاتفاق الأممي قاموا أيضا بإيقاف كل التبادلات التي تم التوافق عليها محليا.
وأضاف رئيس لجنة شؤون الأسرى في "أنصار الله" أن "ما تسعى له قوى العدوان [في إشارة إلى التحالف] حاليا هو إخراج الأسرى السعوديين وعدد من قيادات المرتزقة [يقصد الجيش اليمني المسنود من التحالف] وتأجيل البقية لكننا رفضنا هذا الطرح".
وأشار المرتضى إلى أن "ملف الأسرى منذ بداية الهدنة الأممية شهد جمودا شبه كامل على المستويين المحلي والدولي، وأكدت الجماعة للأمم المتحدة الجهوزية لتنفيذ الاتفاق كاملاً ورفض أي انتقائية في الاتفاق".
وكان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، قد أعلن مطلع أغسطس/ آب الماضي، في ختام أعمال الاجتماع السادس للجنة الاشرافية لتبادل الأسرى، الذي استضافته عمّان، توافق الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله" على تكثيف الجهود لتحديد القوائم النهائية للمحتجزين تمهيدا لتنفيذ الاتفاق المعلن في مارس الماضي، والذي يشمل تبادل 2223 أسيرا.
وطالب المسؤول الأممي طرفي الصراع بالانتهاء من تحديد قوائمهم في أقرب وقت ممكن مع أولوية الإفراج غير المشروط عن جميع المرضى والجرحى والأطفال المحتجزين، فضلا عن الأشخاص المحتجزين تعسفيا والمحتجزين السياسيين والصحفيين.
ويذكر أن صفقة الأسرى المتفق عليها بين طرفي النزاع في اليمن، تتضمن تبادل 2223 أسيرا من الجانبين بينهم 19 عسكريا وسودانيا ضمن قوات التحالف العربي، وقائدان بارزان من القوات الحكومية.
وحال تنفيذ الاتفاق فإن الصفقة ستكون الأكبر في ملف الأسرى من حيث العدد، خاصة بعد تبادل الطرفين بإشراف الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، في 16 أكتوبر/ تشرين الأول قبل الماضي، 1056 أسيرا ومعتقلا بينهم 15 سعوديا و4 سودانيين من قوات التحالف العربي، ضمن اتفاق سويسرا الذي توصل إليه الطرفان أواخر سبتمبر/ أيلول قبل الماضي.
وتبادلت الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله"، في ديسمبر/ كانون الأول 2018، ضمن جولة مفاوضات السلام في ستوكهولم، قوائم بنحو 15 ألف أسير لدى الطرفين، ضمن آلية لتفعيل اتفاق تبادل الأسرى.
وتسيطر جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) منذ سبتمبر/ أيلول 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس/ آذار من 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80% من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.