إحياء مراسم "الزيارة الأربعينية" في السيدة زينب بدمشق

بعيون دامعة وأيادٍ مرفوعة نحو السماء وقلوب تضج بالحزن، توشح آلاف المعزين بالسواد ونكسوا أعلام الحداد على مآذن (مقام السيدة زينب) يريف العاصمة السورية دمشق.
Sputnik
وأحيا المسلمون من الطائفة الشيعية ذكرى أربعين الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب حفيد نبي الإسلام محمد وشقيق (السيدة زينب)، ويرمز هذا اليوم تاريخيا إلى ذكرى مرور أربعين يوما على مقتل الحسين على أيدي جيش تابع لليزيد بن معاوية بن أبي سفيان عام 689 ميلادية.
وفي مراسم وطقوس الزيارة الأربعينية، غالباً ما يرتدي المعزون زيا أسودا يغطي أجسامهم بأكملها، يعقدون النذور ويبتهلون إلى الله بالأدعية مع انطلاقهم في مسير طويل فجر يوم الأربعين من مقام ابنة الحسين (السيدة رقية) في منطقة العمارة وسط العاصمة السورية إلى مقام (السيدة زينب) في ريف دمشق.
من سوريا، العراق، إيران، البحرين، لبنان، الكويت، السعودية، وجميع دول العالم؛ اختتم المسلمون الشيعة مراسم الزيارة الأربعينية هذا العام في مدينة السيدة زينب التي تصيغ معان مختلفة للتلاحم الوطني، وتؤكد على تآخي الطوائف والأديان في بلاد عجزت الحرب على أن تطمس هويتها.
لم تخل مواكب المسير الأربعينية من الرايات السوداء التي عادةً ما تزينها عبارات "لبيك يا حسين" أو "لا يوم كيومك يا أبا عبد الله"، تعبيراً عن النُصرة، فيما يقوم أهالي المدن والقرى المحاذية لطريق الزائرين بنصب سرادقات (خيام كبيرة) أو يفتحون بيوتهم لاستراحة الزوّار وإطعامهم معتبرين ذلك تقرباً من رسول الإسلام محمد، في أحفاده.
في سنوات الحرب التي عصفت بسوريا، كما كل ما يجري على امتداد الجغرافية السورية؛ تأثرت السياحة الدينية بشكل كبير، بدءاً من خطورة الوضع الأمني إلى القيود المفروضة على السفر والزيارة، لكن "هذا العام لا أتمالك نفسي من السعادة بزيارة سوريا لتقديم واجب العزاء في الزيارة الأربعينية"، يبين عبد الأمين رضي يوسف.
إحياء مراسم "الزيارة الأربعينية" في السيدة زينب بدمشق
ويشير السائح البحريني يوسف في حديثه لـ "سبوتنيك"، إلى أنه كالكثيرين من الزوار، تغمره الروحانية بزيارة سوريا، وبرغم أجواء الحزن التي تضج بها طقوس ومراسم الزيارة الأربعينية، إلا أن السعادة كانت واضحة على وجوه السياح لأنهم تمكنوا من زيارة سوريا بعد سنوات طويلة من الغياب.
إحياء مراسم "الزيارة الأربعينية" في السيدة زينب بدمشق
يقول يوسف: "منذ نحو أربعة أيام نزلت الى سوريا عن طريق الأردن، لم أكن أتخيل أنني قد أتمكن من زيارة سوريا، أشعر بالسعادة لزيارة سوريا والمقاصد الدينية وأعجز عن وصف ما أشعر به، وبرغم الطريق المتعب الذي مررت به بسبب عدم وجود طيران مباشر بين المنامة ودمشق إلا أنني سعيد بتواجدي في سوريا وأشكر الحكومة السورية على التسهيلات التي قدمتها لنا".
إحياء مراسم "الزيارة الأربعينية" في السيدة زينب بدمشق
أم عباس دشتي، لم تفوت فرصة تواجدها في سوريا لتقدم العزاء في الزيارة الأربعينية، وتحدثت لـ "سبوتنيك" عن الترحيب الكبير الذي شعرت به في دمشق سواء من السلطات أو من السوريين المعروفين بكونهم شعباً طيباً وودوداً.
العراق... عدد زوار "الأربعينية" يتجاوز 21 مليونا
وتضيف: "لطالما زرت سوريا قبل الحرب وحتى أثناء الحرب، أشعر بالحزن لما حصل على هذه الأرض، لكنني واثقة من أن السوريون سيقفون من جديد، فهم يحبون الحياة".
مناقشة