وفي سبيل ذلك اتخذت الحكومة عددا من الإجراءات من بينها دعم القبائل واستنفارها ضد الحركة، الأمر الذي قد لا يأتي بنتائج جيدة في القريب العاجل، وأيضا يمكن أن يخرج تلك القبائل عن عباءة الدولة بعد امتلاكها عناصر القوة.
بداية يقول المحلل السياسي الصومالي، عبد الله قاسم، بعد الانتخابات الأخيرة التي أتت بالرئيس الجديد حسن شيخ محمود في مايو/أيار من العام الجاري 2022، حيث بدأت الحكومة الجديدة برئاسة حمزة عبدي بري، حملات مكثفة ضد الجماعات الإرهابية خصوصا في شمال البلاد.
تسليح القبائل
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، وخلال تلك الحملات انتهجت الحكومة أسلوبا ليس جديدا وإنما استخدم من قبل في بعض المناطق القبلية، حيث تم تسليح القبائل التي تواجه تلك الجماعات المتطرفة، لكن هذا الأسلوب الحكومي لا يمكن أن يحقق نتائج فورية، بل يحتاج لفترات زمنية طويلة لكي تظهر نتائجه على الأرض.
وتابع قاسم، في أعتقادي أن القبائل الصومالية لن تستطيع حسم المعركة ضد حركة الشباب في زمن محدد، والمدة الزمنية التي يحتاجها هذا السيناريو تتوقف على دعم الحكومة الصومالية والمجتمع الدولي والأمم المتحدة للقوات الحكومية المتواجدة في الشمال الصومالي، وهذا لا يعني أن تلك الخطوة غير جيدة، بل هى خطوة ممتازة وتحرك نحو الأمام.
سيناريو مخيف
وحول المخاوف من تسليح القبائل ونشر السلاح بعيدا عن قبضة الدولة يقول المحلل السياسي، عمليات تسليح القبائل لمواجهة التنظيمات الإرهابية تم استخدامها في العراق وسوريا، وعملية نجاحها أو فشلها تتوقف على طريقة التعامل الحكومي معها، والقبائل المستهدف دعمها من قبل الحكومة هى القبائل الموجودة اليوم في وسط وجنوب البلاد فقط، وهذه المناطق هي مناطق حساسة والأكثر حروبا بحسب تاريخ الصومال، هي المناطق الأكثر حروب وتعتمد على السياسة الداخلية للحكومة الصومالية.
وأشار قاسم إلى أن تلك السياسة "استخدام القبائل" يمكن أن تأتي بنتائج بحسب إعلان وزارة الداخلية الصومالية أمس والأسبوع الماضي، حول عزمهم مواجهة التنظيمات الإرهابية بالتعاون مع القبائل وهم على دراية بعملية التسليح، وما يدفع القبائل لمواجهة التنظيمات، أن تلك التنظيمات كانت لها خلافات حادة مع القبائل في عدد من الولايات، وقامت تلك التنظيمات بتنفيذ عدد من العمليات ضد القبائل، تمثلت في عمليات حرق مزارع وآبار وقتل أعداد من تلك القبائل، والقبائل في الصومال حالها حال القبائل في العديد من الدول العربية لديها تسليحها الخاص وتستخدمه ضد التنظيمات، والجديد في الأمر أن الحكومة الجديدة سوف تقدم لهم المزيد من الدعم اللوجستي.
الخضوع للدولة
من جانبه يقول الباحث السياسي الصومالي، عمر محمد، إن استخدام القبائل لمواجهة حركة الشباب، ليس بالأمر الجديد، وكما أن للأمر نتائج إيجابية فلديه سلبيات أبرزها إمكانية عدم خضوع القبائل المسلحة للدولة الصومالية في حال انتصارها على حركة الشباب.
وأضاف في حديث لـ"سبوتنيك"، كما أنه ليس هناك مأمن من الانجرار نحو الحرب الأهلية، مالم تلعب الحكومة الفيدرالية دورها القيادي المتمثل في امتلاك زمام الهجمات وتوجيه الحرب وتوزيع الأدوار والمهام بين قواتها والمليشيات المسلحة وتحديد صلاحيات هذه المليشيات، ولذا تبدي بعض الإدارات المحلية تحفظها بالإقدام على مثل هذه الخطوات.
كانت حركة الشباب الصومالية"المحظورة في روسيا" قد أصدرت اليوم الاثنين بيانا ردا على دعوة الرئيس الصومالي الجديد ضدها وانتفاضة القبائل، حيث حذر علي محمود راغي “علي طيري”، المتحدث العام باسم حركة الشباب، والذي ألقى خطابا أمام أعداد كبيرة من المقاتلين، العشائر الصومالية من أن تكون جزءا من الحرب على حركة الشباب، مهددا باستهداف أية عشيرة تنضم إلى خط المعركة بحسب موقع "الصومال الجديد".
كما وجه تهديدا للمغتربين ورجال الأعمال والسياسيين الذين يشاركون في تحريض العشائر ضد حركة الشباب، وقال إن أيدي الحركة ستصل إلى كل من يقوم بذلك، داعيا الشعب إلى الابتعاد عن الحكومة الفيدرالية والجيش والفنادق والأماكن الأخرى التي ستكون هدفا لمقاتليه.
كان الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، قد دعا المدنيين إلى "عدم الاقتراب من مناطق سيطرة حركة الشباب، في أعقاب اجتماع مع رؤساء الولايات الاتحادية، مؤكدا على قتال الحركة باستخدام كل الوسائل المباحة في الحرب، برا وبحرا وجوا "بحسب وسائل إعلام صومالية".
ويشهد الصومال، منذ سنوات، صراعاً دامياً بين القوات الحكومية ومسلحي "حركة الشباب" المرتبطة بتنظيم "القاعدة" (الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول)، التي تسعى إلى السيطرة على الدولة الواقعة في منطقة القرن الأفريقي.
يذكر أنه في مايو/أيار، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، قرر إعادة نشر القوات الأمريكية في الصومال، بغرض مكافحة الإرهاب، وهو الأمر الذي رحب به الرئيس الصومالي المنتخب، حسن شيخ محمود.