ودعا التميمي في اتصال مع "سبوتنيك" اليوم الثلاثاء، مكونات الإطار التنسيقي إلى الذهاب لاختيار شخصية من المستقلين لتولي منصب رئيس الوزراء، كي لا تذهب الجهود سدى ولا يتم إهدار الوقت، لأن كل المعطيات تقول إن الصدر سوف يرفض السوداني.
وكشفت أوساط نيابية وسياسية مطلعة، عن تفاصيل الاجتماع المرتقب بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر والوفد السياسي المشترك الذي يعتزم زيارة الحنانة.
وقالت الوكالة الوطنية العراقية للأنباء، إنها علمت أن "الوفد السياسي المشترك الذي وافق الصدر على لقائه في الحنانة أواخر الأسبوع الجاري، يومي الأربعاء والخميس المقبلين على الأرجح، يضم كلا من رئيس تحالف الفتح هادي العامري ورئيس إقليم كردستان نيجرفان بارزاني ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، لبحث حلول إنهاء الأزمة السياسية الراهنة".
ودعا رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، أمس الاثنين، "القوى الوطنية والسياسية إلى التحلي بالهدوء والصبر، والركون إلى لغة الحوار والعقل، والتسلح بإرادة صلبة، وروح وطنية عالية".
وشدد الكاظمي، خلال مغادرته بغداد متوجها إلى مدينة نيويورك للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، على "ضرورة العبور بالبلاد من هذه المرحلة إلى بر الأمان وفي هذه اللحظة التاريخية، عبر حوارنا الوطني القادر على إنتاج حلولٍ تنهي هذه الأزمة الراهنة".
وقال: "عملنا خلال العامين الماضيين، على إقامة أفضل العلاقات مع جيراننا ومع المجتمع الدولي، ورفعنا من مستوى حضور العراق في المحافل الدولية، وعززنا التعاون والشراكة مع الجميع بما ينعكس إيجاباً على مصالح شعبنا بكل المستويات".
وأضاف "تجربة حكومتنا أكدت أن العراق باستطاعته أن يؤدي دوراً مهماً في تثبيت الاستقرار بالمنطقة، وأن يكون ساحة لتقريب وجهات النظر بين الجميع"، مؤكدا أن "هذا منهج يجب أن يتم أخذ مداه على كل المستويات".
وشهد العراق، أواخر الشهر الماضي، اشتباكات دامية راح ضحيتها أكثر من 20 قتيلا، وعدد كبير من المصابين، عقب اقتحام أنصار التيار الصدري عددا من المقار الحكومية في بغداد، فور إعلان زعيم التيار، مقتدى الصدر اعتزال العمل السياسي.
وجاء قرار الصدر باعتزال العمل السياسي، بعد أشهر من الصراع الذي خاضه التيار ضد الإطار التنسيقي "الذي يضم أحزابا وقوى شيعية"، من أجل تشكيل حكومة أغلبية، بعد فوز التيار الصدري بالأغلبية في البرلمان.
كما يطالب التيار الصدري بحل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة. ولاحقا، انسحب أنصار الصدر من الشارع امتثالا لتوجيهات زعيم التيار، الذي انتقد العنف الذي تخلل الاحتجاجات.
وبالمقابل يصر الإطار التنسيقي، على ترشيح محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة، وتشكيل الحكومة بعيدًا عن التيار الصدري.
وندد التيار الصدري، على لسان وزير الصدر، محمد صالح العراقي، بطلب الإطار التنسيقي، عودة البرلمان للعمل من أجل تشكيل حكومة جديدة. كما دعا وزير الصدر إيران إلى "كبح جماح" أنصارها في العراق.
ويعاني العراق منذ إجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة، في تشرين الأول/أكتوبر 2021، من أزمة سياسية حادة، حيث لم تفض المشاورات بين الأطراف السياسية لتسمية رئيس للوزراء إلى نتيجة.