وقال في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الثلاثاء، إن التوافق الذي جرى في مارس الماضي وتم التوقيع عليه، وكان يقضي بتبادل 2200 أسير من الطرفين "أنصار الله وقوى العدوان"، لكن، خلال الهدنة الحالية شهد ملف الأسرى جمود شبه كامل على المستويين المحلي والدولي، نتيجة تعنت مرتزقة دول العدوان في مواقفهم.
وأضاف: "هم من أفشلوا كل الجهود المبذولة من قبل الأمم المتحدة لإنجاح الصفقة، التي كان آخرها قبل شهر من الآن في العاصمة الأردنية، وليت الأمر توقف عند هذا الحد، بل إنهم أفشلوا أو عرقلوا حتى عمليات تبادل الأسرى التي كانت تجرى بوساطات محلية".
وأشار أبو حمرة إلى أن أهم الأسباب التي أوصلت الاتفاق إلى مرحلة الفشل تمثلت في الأهداف الخفية لقوى العدوان، التي كانت تريد إخراج الأسرى السعوديين فقط وعدد من قيادات المرتزقة وتأجيل البقية، لكننا رفضنا هذا الطرح واشترطنا تنفيذ الاتفاق بالكامل كما تم التوقيع عليه.
وأشار إلى أن ملف الأسرى هو ملف إنساني ولا علاقة له بالهدنة وما يحدث فيها، وكنا نأمل أن يكون هذا الملف ضمن الهدنة وأن يكون هناك حلحلة لجميع الملفات وإخراج جميع الأسرى خلال الهدنة، لكن ما حدث جاء عكس ذلك.
وتابع: "كان هناك ركود وجمود في ملف الأسرى ولم يكن هناك أي تنفيذ لأي اتفاق، بل قام مرتزقة العدوان بإيقاف التفاهمات والاتفاقات المحلية، التي كانت تتم عن طريق وساطة ومشائخ جبلية، وهذا يعني أن ملف الأسرى عاد من جديد إلى نقطة البداية".
وأوضح مسؤول الدائرة القانونية بلجنة الأسرى في صنعاء، أنه تم التوافق خلال الأشهر الماضية على أدق التفاصيل في هذا الملف وتم رفع الكشوفات بالأسماء من الجانبين، لكن عندما وصولنا إلى نقطة التنفيذ الفعلي على الأرض، وجدنا تنصل من دول العدوان عن التنفيذ الكامل لبنود الاتفاق، مشيرا إلى أنهم يحاولون تجزئته وإطلاق سراح أسماء بعينها وترك آخرين، الأمر الذي دعانا لرفض تلك الخطة وأبلغنا الأمم المتحدة رسميا بما حدث، لكي تمارس ضغوطها على الطرف الآخر لتنفيذ ما تم الاتفاق والتوقيع عليه بحضورها.
واتهم التحالف العربي بقيادة السعودية، جماعة "أنصار الله"، الأحد الماضي، بالتعنت في مفاوضات ملف الأسرى، وإفشال تبادل جميع المحتجزين، كاشفا عن تقديمه عرضا للجماعة من أجل زيارة أسراها لديه.
وقال المتحدث باسم قوات التحالف العربي العميد تركي المالكي، حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السعودية "واس"، عبر "تويتر": "تعنت الحوثيين في محادثات عمّان الأخيرة أفشل جهود إطلاق جميع أسرى الحرب".
وتابع: "عرضنا على الحوثيين زيارة أسراهم ولم نجد منهم الجدية والعزيمة الصادقة"، مضيا: "الحوثيون يقدمون أولوية ملف الوقود على ملف أسراهم الأكثر إنسانية".
وشدد العميد المالكي على "بذل المساعي الحثيثة أمام تعنت الحوثيين لإطلاق جميع الأسرى وجمع شمل العائلات"، على حد تعبيره.
واعتبر أن "تعنت الحوثيين بملف الأسرى يتنافى مع القيم الدينية والمبادئ الإنسانية والأعراف القبلية"، حد قوله.
وأكد أن :"ملف الأسرى محل اهتمام وأولوية القيادة السياسية والعسكرية بالتحالف".
ويأتي ذلك غداة إعلان جماعة "أنصار الله"، رفضها تجزئة اتفاق لتنفيذ أكبر صفقة لتبادل الأسرى مع الحكومة اليمنية، من خلال الإفراج عن أسرى سعوديين من قوات التحالف العربي، متهمة الحكومة بعرقلة جهود الأمم المتحدة لتحقيقه..
وذكر رئيس لجنة شؤون الأسرى في جماعة "أنصار الله" عبد القادر المرتضى، حسب ما نقل عنه تلفزيون "المسيرة" الناطق باسم الجماعة، أن الحكومة أفشلت كل الجهود المبذولة من قبل الأمم المتحدة لإنجاح الاتفاق الذي تم التوصل إليه في مارس الماضي، والمتضمن تبادل أكثر من 2200 أسير من الطرفين، والتي كان آخرها عقد جولة مفاوضات أواخر يوليو/ تموز الماضي، في الأردن.
وأشار إلى رفض "أنصار الله" لمساعي التحالف للإفراج عن الأسرى السعوديين وعدد من قيادات الجيش اليمني وتأجيل البقية، مؤكدا جاهزية الجماعة لتنفيذ الاتفاق كاملا ورفضها أي انتقائية في الاتفاق.
ومطلع أغسطس/ آب الماضي، أعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، في ختام أعمال الاجتماع السادس للجنة الإشرافية لتبادل الأسرى، الذي استضافته عمّان، توافق الحكومة اليمنية و"أنصار الله" على تكثيف الجهود لتحديد القوائم النهائية للمحتجزين تمهيدا لتنفيذ الاتفاق المعلن في مارس الماضي، والذي يشمل تبادل 2223 أسيرا.
وفي حالة تنفيذ الاتفاق، فإن الصفقة ستكون الأكبر في ملف الأسرى من حيث العدد، خاصة بعد تبادل الطرفين بإشراف الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر 1056 أسيرا ومعتقلا بينهم 15 سعوديا و4 سودانيين من قوات التحالف العربي، ضمن اتفاق سويسرا الذي توصل إليه الطرفان في السابق.
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2018، تبادلت الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله"، ضمن جولة مفاوضات السلام في ستوكهولم، قوائم بنحو 15 ألف أسير لدى الطرفين، ضمن آلية لتفعيل اتفاق تبادل الأسرى
وتسيطر جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) منذ سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس من 2015، عمليات عسكرية دعما للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80 % من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.
8 سنوات من الحرب في اليمن
© Sputnik