وأوضحت "أسوشيتد برس" أن الهجوم كان قد وقع يوم الجمعة الماضي في قرية ليتيت كوني، المعروفة أيضا باسم ديبايين، والتي تقع على بعد حوالي 110 كيلومترات شمال غرب ماندالاي، ثاني أكبر مدن البلاد.
قالت مديرة المدرسة، مار مار، إنها كانت تحاول نقل الطلاب إلى أماكن اختباء آمنة في الفصول الدراسية بالطابق الأرضي عندما بدأت طائرتان من أربع طائرات هليكوبتر من طراز "Mi-35" تحلق شمال القرية، بإطلاق نيران الرشاشات والأسلحة الثقيلة على المدرسة الواقعة في مجمع الدير البوذي بالقرية.
وتعمل مار مار في المدرسة مع 20 متطوعًا يقومون بتعليم 240 طالبًا من رياض الأطفال إلى الصف الثامن، وكانت تختبئ في القرية مع أطفالها الثلاثة منذ فرارها بحثا عن الأمان لتجنب حملة الحكومة بعد المشاركة العام الماضي في حركة عصيان مدني ضد الانقلاب العسكري، وتستخدم الاسم المستعار مار مار لحماية نفسها وأقاربها من الجيش.
وقالت مديرة المدرسة إنها لم تتوقع حدوث مشكلات لأن الطائرة كانت فوق القرية من قبل دون وقوع أي حوادث، وأضافت: "بما أن الطلاب لم يرتكبوا أي ذنب، لم أفكر أبدا في أنه سيُطلق عليهم الرصاص بوحشية".
تمكنت هي والطلاب والمعلمون من الاحتماء في الفصول الدراسية، لكن أصيب مدرس وطالب يبلغ من العمر 7 سنوات برصاصة في العنق والرأس، واضطرت مار مار إلى استخدام قطع من الملابس لمحاولة وقف نزيف المصابين.
وأضافت مار مار: "استمروا في إطلاق النار على المجمع من الجو لمدة ساعة، لم يتوقفوا ولو لدقيقة واحدة، كل ما كان يمكننا فعله في ذلك الوقت هو ترديد المانترا البوذية، وعندما توقف الهجوم الجوي دخل حوالي 80 جنديا إلى مجمع الدير وأطلقوا نيران أسلحتهم على الأبنية".
ثم أمر الجنود جميع من في المجمع بالخروج من الأبنية، وقالت مار مار إنها رأت حوالي 30 طالبًا مصابين بجروح في ظهورهم وأفخاذهم ووجوههم وأجزاء أخرى من أجسادهم، فيما فقد بعض الطلاب أطرافهم.
وأكدت مار مار مقتل ستة طلاب على الأقل في المدرسة كما أصيب فتى يبلغ من العمر 13 عاما يعمل في مصايد الأسماك في قرية مجاورة برصاصة قاتلة.