وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "هذا الخطأ عادت معالمه لتظهر ثانية بشكل أكثر فجاجة بعد أن أصبح السكان الروس هناك هدفًا للروسوفوبيا والاضطهاد الشوفيني الأوكراني، والذي تمظهر أحيانا بصورة جرائم ضد الإنسانية ارتكبها معتنقو إيديولوجيا نازية متطرفة، وآخرون مدعومون وموجهون من الغرب".
واعتبر أن "التحول الجيوبوليتيكي الذي بدأ عقب تفكك الاتحاد السوفيتي يعادل عمليًا تأسيسًا للمجال السيادي القومي للدول والشعوب التي كانت ضمن الاتحاد في حالة انصهار أممي، ولم تكن مستقلة أبدًا فيما مضى ضمن المنظور القومي لمفهوم الدولة الحديثة".
ورأى أن "استعادة الأراضي الروسية إلى وطنها الأم ينزع عمليًا فتيل أزمة مزمنة مرشحة للتصاعد بشكل متكرر، وبتحريض من جهات خارجية معروفة".
ومضى دنورة، قائلًا: "ما دام الحكم في أوكرانيا ينزع نحو التشدد القومي والعداء نحو جاره التاريخي الذي يشاركه الانتماء العرقي والديني الأرثوذكسي والتاريخ المشترك والإقليم الجغرافي، فمن حق ذاك الجار إذًا أن يحمي مواطنيه الذين ظُلموا ببقائهم خارج حدود دولتهم القومية نتيجة المعايير السوفيتية التي لم تكن تلقى بالاً لترسيم الحدود بين الجمهوريات السوفيتية على أساس قومي".
ويرى المحلل السوري أن "من وجهة نظر جيوبوليتيكية وجيواستراتيجية، فهذا التطور في ظل العملية العسكرية الخاصة القائمة يمكن أن يكون مفتاحًا للسلام بقدر ما يمكن أن يكون بابًا للتصعيد، ويتوقف ذلك على النوايا الغربية والأمريكية بالتحديد؛ فإذا اختار الغرب الذي يحرك ويسلح حكومة زيلينسكي أن يعترف بأهمية حماية إقليم دونباس وعودته إلى دولته الأم فسيكون ذلك بمثابة خطوة نحو السلام، لا سيما أن اكتساب هذه الأراضي رسميًا صفة الأرض الروسية يعني أن سوية الردع قد ارتفعت بصورة هائلة في مواجهة كل من يفكر بمهاجمتها أو احتلالها، وبالتحديد بعد أن أوضح الروس أن عتبة الردع النووي تتعلق بحماية وجود روسيا".
وأشار دنورة إلى أنه في حالة اختيار أمريكا من جديد القيام بخطوة أخرى نحو حافة الهاوية، فسيصبح المستقبل مفتوحًا على كل الاحتمالات بما في ذلك اشتعال المسرح الأوروبي بحرب ذات أبعاد عالمية لن تكون بعيدة في مفاعيلها والمنخرطين بها عن أي من القوى العظمى في العالم.
وتقدم مجلسا الشعب (البرلمانان) في كل من جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية، بطلب إلى رئيسي الجمهوريتين، لإجراء استفتاء شعبي فوري للانضمام إلى روسيا.
وكانت موسكو قد اعترفت باستقلال دونيتسك ولوغانسك قبل العملية العسكرية الروسية الخاصة في 24 شباط/فبراير.
وأعلن رئيس إدارة مقاطعة زابوروجيه، يفغيني باليتسكي، أمس الثلاثاء، طرح 3 أسئلة على المشاركين في استفتاء انضمام زابوروجيه إلى روسيا.
وقال باليتسكي، إن الاستفتاء على انضمام المقاطعة إلى روسيا سيجري في الفترة من 23 حتى 27 سبتمبر/أيلول الجاري، مشيرا إلى توقيع مرسوم بخصوص ذلك.
وكان رئيس الإدارة الإقليمية في المقاطعة، فلاديمير سالدو، أعلن في وقت سابق، أنه تم اتخاذ القرار بإجراء استفتاء لانضمام مقاطعة خيرسون إلى روسيا الاتحادية.