واتهم عباس الأمم المتحدة بالدفاع عن إسرائيل قائلا:
"إسرائيل تهاجم الأماكن المقدسة للمسلمين والمسيحيين في القدس. وجنازة شيرين أبو عاقلة التي أقيمت داخل إحدى الكنائس، تعرضت أيضا للهجوم".
وقتلت شيرين أبو عاقلة (51 عاما) التي ولدت في القدس برصاصة حية بالرأس في 11 مايو/ أيار 2022، خلال تغطيتها عملية اقتحام للجيش الإسرائيلي في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، في حادثة لاقت تنديدا فلسطينيا وعربيا ودوليا واسعا.
وقال عباس أمام الأمم المتحدة : "إسرائيل تزّور برامج الدراسة في القدس ومنعتنا من إجراء انتخابات لبرلماننا".
واعتبر عباس أن إسرائيل "هي نظام مبني على الفصل العنصري"، مضيفا "من يحمي إسرائيل من العقاب؟ الأمم المتحدة".
وأضاف قائلا: "إسرائيل تخرق القانون الدولي ولكن لا تعاقب وهناك من يحميها... الأمم المتحدة والمتنفذون فيها هم من يحمون إسرائيل من العقاب... هناك معايير مزدوجة تطبق عندما يتعلق الأمر بإسرائيل".
وتابع عباس في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: "نريد من الأمم المتحدة تحمل مسؤولياتها تجاه شعبنا وحمايته. المجتمع الدولي عجز عن ردع العدوان الإسرائيلي البشع بحق شعبنا وتوفير الحماية له".
واستدرك بقوله: "لن نلجأ للسلاح والعنف، هذه قاعدة لدينا... لن نلجأ للإرهاب وسنحاربه معًا وسويًا... لكن احمونا من الإرهاب والعنف أسوةً ببقية شعوب العالم، خاصة وأن دولة الاحتلال تتصرف كدولة فوق القانون".
وأضاف عباس: "نطالب رسمياً كل من بريطانيا وأمريكا وإسرائيل بالاعتراف بمسؤوليتهم عن الجرم الذي أرتكب بحق شعبنا. أطالب الأمين العام للأمم المتحدة بالعمل الحثيث على وضع خطة دولية لإنهاء الاحتلال لأرض دولة فلسطين".
وأكد الرئيس الفلسطيني في خطابه، أنه لم يتم تنفيذ أي من القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة ضد إسرائيل ، ودعا إلى "ضرورة تنفيذ قرار واحد على الأقل - نريد تنفيذ القرار 181 لعام 1947"، في إشارة إلى القرار الذي ينص على تقسيم فلسطين.
وقال في هذا الصدد: "سلمنا طلبا رسميا إلى الأمين العام للأمم المتحدة لتنفيذ قرار الجمعية العامة رقم 181 الذي شكل أساسا لحل الدولتين في عام 1947، وكذلك القرار رقم 194 المنادي بحق العودة".
وأضاف: "نطالبكم في حال رفض إسرائيل الانصياع وعدم تنفيذ هذين القرارين بإنزال العقوبات عليها وتعليق عضويتها في المنظمة الدولية".
ومضى عباس: "بالأمس استمعت إلى ما قاله الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، وغيرهما من قادة العالم حول الموقف المؤيد لحل الدولتين، وهذا أمر إيجابي".
واعتبر أن "الاختبار الحقيقي لجدية ومصداقية هذا الموقف، هو جلوس الحكومة الإسرائيلية إلى طاولة المفاوضات فورا، لتنفيذ حل الدولتين على أساس قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة، ومبادرة السلام العربية، ووقف كل الإجراءات أحادية الجانب التي تقوض حل الدولتين"
وأمس الخميس، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد في خطاب أمام الأمم المتحدة، إن حل الدولتين هو الشيء الصحيح لإسرائيل، لكنه اشترط ذلك بالقول إنه يجب على الفلسطينيين أولا إلقاء أسلحتهم، وضمان أنه على خلف ثطاع غزة- ألا تسيطر حركتي حماس والجهاد الإسلامي على الدولة الفلسطينية التي ستقام.
وتوقفت المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين في أبريل/نيسان 2014، بسبب رفض تل أبيب إطلاق سراح الأسرى الأمنيين في ذلك الوقت، ووقف البناء في المستوطنات والقبول بحدود ما قبل يونيو/حزيران 1967 كأساس لحل الدولتين.